ماذا حدث في المنيا؟

كتب – مينا صلاح:

حظي الأقباط بعصرٍ ذهبي في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، من حيث بناء الكنائس والمجمعات الخدمية، فضلًا عن ترسيخ مفاهيم المواطنة بأدق تفاصيلها ومعناها الصحيح. كما صدرت تشريعات خرجت إلى النور تبرهن على ذلك، إلى جانب توجيهات تم ترجمتها إلى أفعال مباشرة من الرئيس نفسه.

استطاع الرئيس أن يحطم أسطورة التفرقة العنصرية في مؤسسات الدولة كافة، من خلال بناء فكرٍ جديدٍ قائمٍ على الكفاءات والنماذج الناجحة في الاختيار، دون النظر إلى الديانة.

أما ما حدث في المنيا، فهو حادث جنائي بين عائلتين إثر خلافات حول علاقة بين فتاة وشاب، استغلها المتربصون لتأجيج الوضع هناك. ووفقًا للطبيعة القروية، حُقنت النفوس بسمومٍ أراد أصحابها إشعال فتنةٍ لا وجود لها.

كانت وزارة الداخلية الأسرع في التحرك، حيث تمكنت من فرض سيطرتها على القرية محل الواقعة، وانعقد مجلس عرفي بحضور ممثلي الكنيسة والشخصيات المؤثرة، وتم إخماد نيران الفتنة.

ولم تكتفِ الداخلية بما أسفرت عنه الجلسة العرفية ونتائجها التي تمت بالتراضي بين جميع الأطراف، بل أحالت الشاب المتورط إلى النيابة العامة لاستكمال الإجراءات القانونية.

انتقاد البعض للمجالس العرفية، ما هو إلا من وازع الانحياز للقانون وتطبيقه على الجميع، دون اللجوء إلى تحكيم الأفراد ليس إلا، مع مراعاتي أيضًا أن لكل قرية طبيعة خاصة متأصلة.

أنا على ثقةٍ أن أجهزة الأمن لم تُفرّق على أي أساسٍ ديني، تمامًا كما أثق ثقةً مطلقة في كل ما يطبقه الرئيس السيسي لترسيخ مفاهيم الأخوة والمحبة والتعايش الصادق بين عنصري الأمة.

أنصح الجميع بالتروي، ثم التروي، ثم التعقل، في تناول هذه النوعية من القضايا التي لا تظهر ولا تتأجج إلا بعد إحراز الدولة إنجازاتٍ كبيرة، ربما آخرها زيارة الرئيس الأمريكي، وإعلان وقف الحرب في غزة، ثم افتتاح المتحف الكبير خلال أيام، مع ما نشهده من استقرارٍ أمني واقتصادي.

إن ما تتعرض له مصر من مخططاتٍ ومؤامراتٍ خفية يجعلنا ننظر إلى الأمور بعين العقل والتعقل، في وطنٍ لا تُعرف فيه الفوارق بين مسلميه ومسيحييه، كلما اشتعلت الفتنة إعلموا أن ما حققناه أوجعهم

ترابطوا وفوتوا الفرصة على المتربصين

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى