إحياء مئوية يوسف شاهين ضمن مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية

تستمر الدولة في دعم الفعاليات الثقافية والفنية الكبرى التي تعزز مكانة مصر كمنارة للفن والإبداع في القارة السمراء. استقبلت محافظة الأقصر مسؤولين وفنانين من أجل عرض تفاصيل الدورة الخامسة عشرة من مهرجان الأقصر للسينما الإفريقية واستعراض الاستعدادات التنظيمية للمهرجان المرتقب في 30 مارس 2026.
قدمت إدارة المهرجان في اللقاء ملامح الدورة الجديدة التي ستحتفي بمرور مئة عام على ميلاد المخرج العالمي يوسف شاهين، وتشارك فيها عدة دول إفريقية وأوروبية. كما ستشتمل الدورة على ورش فنية وتدريبية موجهة للشباب تهدف إلى دعم المواهب وتحفيز الإبداع، إضافة إلى تفعيل دور الفن في خدمة المجتمع المحلي بالأقصر.
أكّد المحافظ حرصه على توفير كافة أسباب النجاح للمهرجان، مشيرًا إلى توجيهه بزيادة أماكن العروض ورفع مستوى الدعم اللوجستي لتقريب الفعاليات من الجمهور المحلي، خاصة في وسط المدينة ومكتبة الأقصر العامة وقاعة المؤتمرات الدولية، إضافة إلى عودة الفعاليات إلى نادي التجديف كأحد المعالم الثقافية في المحافظة.
وذكر المسؤولون أن التوقيت الجديد للمهرجان مناسب من حيث المناخ واستقطاب الزوار، بما يعزز قيمة الأقصر كوجهة للسياحة الثقافية ويرفع من حضورها كعاصمة للفنون في الجنوب، بما يسهم في تنشيط الحركة الثقافية والسياحية بالمحافظة.
وأشار السيناريست سيد فؤاد إلى أن اللقاء كان مثمرًا، حيث أبدى المحافظ تفهّمًا لطبيعة المهرجان ودوره الإقليمي والدولي، وأنه وافق على تذليل العقبات لتنظيم الدورة الخامسة عشرة بالشكل اللائق الذي يعكس اسم مصر وسمعتها السينمائية في أفريقيا والعالم.
أكدت المخرجة عزة الحسيني أن دعم المحافظ يعكس تقدير الدولة للثقافة والفن كقوة ناعمة مؤثرة، مشيرة إلى توجيهه برفع كفاءة أماكن العروض وتوفير الدعم اللوجستي الكامل مع تركيز على إبراز الجانب الأثري والسياحي للأقصر أمام الوفود القادمة من الدول الإفريقية والأوروبية.
أعلن الممثل المصري الكبير محمود حميدة رئيس شرف المهرجان أن دولة جنوب إفريقيا ستصبح ضيف شرف الدورة الخامسة عشرة، تقديرًا لتاريخها العريق في صناعة السينما واستقرار سوقها السينمائي وامتلاكها دور عرض ومؤسسات ومهرجانات كبرى، مما يجعلها نموذجًا رائدًا لتجارب السينما الإفريقية المعاصرة.
يُعد مهرجان الأقصر للسينما الإفريقية أحد أبرز المهرجانات في مصر والعالم العربي، حيث أسسه عام 2011 السيناريست سيد فؤاد وإدارة المخرجة عزة الحسيني، وتحت رعاية وزارتي الثقافة والسياحة والآثار، وبالتعاون مع وزارة الخارجية والشباب والرياضة وبالتنسيق مع محافظة الأقصر. يترأس اللجنة العليا المنتجة جابي خوري، الذي أكد أن المهرجان يهدف إلى مد جسور التواصل بين صناع السينما في إفريقيا وتعريف الجمهور المصري بإبداعات القارة الحديثة، مع التركيز على دعم المواهب الشابة وتنشيط الحركة الثقافية والسياحية في جنوب مصر.
خلال دوراته السابقة، نجح المهرجان في استقطاب مئات الأفلام من دول إفريقية وعربية وأوروبية، واستقبَل نجومًا كبارًا ومخرجين ونقاد من القارة والعالم، ليكون منصة دولية للحوار الثقافي والإبداعي تحت شعار «الأقصر عاصمة السينما الأفريقية».