شمس البارودي: الليل موحش والحزن يتسلل بلا حبيبي حسن يوسف

تحل الذكرى الأولى لرحيل الفنان حسن يوسف وتتجدد في العيون ذكرى مسيرته الطويلة التي صنعت مكانًا لها في ذاكرة المشاهدين. فقدت مصر في 29 أكتوبر 2024 واحدًا من رواد التمثيل المخلصين، وتبقى أعماله خالدةً وماثلة في وجدان الجمهور حتى اليوم.
في حواره القديم مع الإذاعي وجدي الحكيم، ظهر ارتباطه العميق بحي السيدة زينب الذي شهد نشأته وبداياته الفنية. أشار إلى أن اسم الحي قريب من قلبه وأن هذه المنطقة من أجمل أحياء مصر الشعبية، محكيًا عن طفولته هناك حيث عاش حتى نحو عشر سنوات تقريبًا ثم رحل مع العائلة وهو في نحو الخامسة والعشرين، وتبقى لديه من تلك السنوات ذكريات كثيرة مع أصدقائه ومدرسته وأحداث كثيرة شكلت بداياته الفنية.
وكشف عن دور فنانٍ كان جارًا له في الحي، عبد البديع العربي، الذي اشتهر كممثل مسرحي ومدرس تمثيل في المدارس الثانوية. روى أن ذلك الجار كان شريكًا في طفولته الفنية حين كانا يمثلان في فناء البيت، فمرّ به أحد المشاهد الأولى في حياته حين كانا يتدربان لعرض مدرسي، فشجّعهما العربي وفتح أمامه باب التدرب والاحتراف. بفضله انطلق حسن يوسف نحو المعهد العالي للتمثيل، فبادر بالاعتبار بأن ذلك الأستاذ الأول الذي صقل موهبته وشجّعه على الاستمرار.
أما شمس البارودى، زوجته الراحلة، فكانت من أبرز الحاضرين في الوقوف للمشاعر والتعبير عن الفقد. كتبت منشوراً حزيناً تؤكد فيه أن الوجود من دونه يترك الفراغ والليل أكثر وحشة، وأن النهار يصير رمزًا للأمان الذي نحته الله لنا بضوئه، بينما الليل حين يغيب الحبيب يغدو صعب العيش معه. قالت إنها تجد في وجوده سكينة وأمانًا بعد الله، وإن غيابه غرس في صدرها حيرة وحنينًا لا ينقضان مع الوقت.
تظل ذكرى حسن يوسف حاضرة من خلال حديث أسرته وزملائه، وتظل مساهماته في الفن علامةً دائمة على الإبداع والإخلاص. لقد كان وما زال مثالًا للمحبة للفن والعمل الدؤوب، وتبقى شخصيته الإنسانية نموذجًا يُقتدى به في الرحلة الطويلة نحو الإبداع.