ذكرى حسن يوسف شريك العمالقة وحبيب شمس.. حكاية فتى شقي في عالم الفن والحب

تمر اليوم الذكرى الأولى لرحيل الفنان الكبير حسن يوسف، الذي ودّع عالمنا في 29 أكتوبر الماضي، بعد مسيرة فنية حافلة امتدت لأكثر من نصف قرن ترك فيها بصمة لا تُنسى في السينما والمسرح والتليفزيون المصري.

عرف بلقب “الولد الشقي” وبحضورٍ قوي في زمن الفن الجميل، حيث شارك في أفلام حققت نجاحاً كبيراً ومازالت تتابعها الأجيال حتى الآن، منها أعمال شهدت شهرة واسعة مثل الزواج على الطريقة الحديثة، زقاق المدق، في بيتنا رجل، الخطايا، الشياطين الثلاثة، التلميذة، أم العروسة، للرجال فقط وغيرها من العشرات من الأفلام التي أظهرت قدرته على الإقناع وبساطة الأداء والتعبير عن شباب جيله.

إلى جانب السينما، ترك يوسف أثرًا كبيرًا في المسرح والتليفزيون، فقدم أعمالاً تلفزيونية بارزة مثل زينب والعرش، ليالي الحلمية، إمام الدعاة، الإمام النسائى، ابن ماجة، العارف بالله الشيخ عبدالحليم محمود، الإمام المراغى، وقضاة عظماء وغيرهم من الأعمال التي رسّخت مكانته كقيمة فنية واجتماعية.

نشأ حسن يوسف في أسرة متوسطة بالسيدة زينب، ووالده موظف، وولد في 14 أبريل 1934. بدأ حياته كلاعب لكرة القدم في نادي الزمالك حتى وصل إلى فريق تحت 21 عامًا، ثم حصل على بكالوريوس التجارة عام 1955، وانضم إلى معهد الفنون المسرحية وتخرج فيه عام 1962، وبدأ مشواره الفني قبل تخرّجه عندما شارك في بطولات مسرحية أثناء الدراسة.

في حوار سابق أكد أن الفنان حسين رياض كان الأب الروحي الذي آمن بموهبته وشجّعه، كما رشحه أساتذته للمشاركة في عدد من المسرحيات إلى جانب أسماء كبيرة في ذلك الحين، وتحقق له تفوق في السنة النهائية وتوقع له حسين رياض أن يكون من نجوم الوسط الفني في السنوات القادمة.

إلى جانب مسيرته الفنية، ارتبط حسن يوسف بقصة حب كبيرة مع رفيقة عمره الفنانة المعتزلة شمس البارودى، وتشكّلت بينهما رابطة قوية من الإبداع والحب والعمل المشترك، وأنجبا أربعة أبناء هم ناريمان وعمر ومحمود وعبدالله. وفي منتصف العمر اتجه إلى مسار ديني، فبعد اعتزال زوجته شارك في حياة فنية جديدة وتعرض لهجوم، لكنه استشار الشيخ الشعراوى ثم عاد ليواصل عطائه بما يتناسب مع قناعاته في تلك المرحلة، مع حفاظه على علاقة الاحترام المتبادل بينهما.

عاش الفنان الكبير مع زوجته شمس البارودى حياة أسرية هادئة يحيطها الحب والتقدير، حتى كانت صدمة وفاة ابنهما غرقاً في يوليو 2023 من الأحداث التي زلزلت الأسرة. بعد الحادث تدهورت حالته الصحية، إلا أن شمس البارودى لم تفارق عن جانبه، بل حولت غرفته إلى غرفة رعاية مركزة وتولت رعايته ليل نهار حتى وافته المنية وهو في حضنها. إثر هذا الفقدان تواصل الشاعرة والفنانة مسيرتهما الفنية بجانب الحزن العميق الذي يرافقهما حتى الآن.

ترك حسن يوسف إرثاً فنياً واسعاً يجمع بين الإبداع وبساطة الأداء، وبين السينما والتلفزيون والمسرح والإنتاج والإخراج، وتبقى قصته مثالاً لحب الفن والالتزام بالقيم والإنسانية، شاهداً على أيام الفن المصري التي شكلت وجدان الجمهور عبر أجيال.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى