كلمات للوطن: أشرف أبو الريش يرصد تحولات سيناء ومعركة الوعي في مواجهة الحروب الحديثة
صدر حديثًا عن الهيئة المصرية العامة للكتاب عمل مركزي يجمع مقالات ورؤى حول التنمية والمشروعات القومية في مصر، مع تركيز خاص على سيناء ودور القوات المسلحة في حفظ استقرار الدولة. يتناول هذا الإصدار التطورات الكبرى في السنوات الأخيرة، ويبرز موقع سيناء كحالة محورية في مسيرة الاستقرار وبناء المستقبل.
يقدّم الكاتب الصحفي أشرف أبو الريش، مدير تحرير روز اليوسف، والمستشار الإعلامي لاتحاد كتاب مصر وعضو أمينته العامة في الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، رؤية متوازنة تجمع بين التوثيق التاريخي والانعكاسات الراهنة. يركّز النص على مكانة الجيش المصري ودوره في حماية الوطن بعد انهيارات جيوش عربية في الإقليم، مع التأكيد على أهمية الفكر والسياسة والقانون في استكمال معركة استعادة الأرض بالسلام.
يتطرق العمل إلى سيناء باعتبارها أرضًا مقدسة تشهد بطولات الجندي المصري، مستعيدًا وقائع التحرير ومعارك النصر، ومشيرًا إلى جهود رجال الفكر والسياسة والقانون في إكمال مشروع استعادة الأرض عبر السلم. كما يوثق فصولًا من عمليات عسكرية خلف خطوط العدو قبل نصر أكتوبر المجيد، كجزء من تمهيد عملي صار عبقرية النصر.
ويمتد السرد إلى سيناء الحديثة، التي يستشرفها المؤلف كـ«فجر جديد من التنمية والرخاء» بعد سنوات من الإهمال والصراعات الأمنية. يعرض زيارات ميدانية إلى المحافظات السيناوية، موثقًا تحوّلات البنية التحتية ومشروعات الأنفاق الكبرى التي دشّنتها الدولة، مع إبراز دعوة الرئيس عبد الفتاح السيسي للمصريين لزيارة سيناء والمشاركة في تعميرها، ردًا على محاولات خارجية للنيل من الهوية الأرضية أو استهدافها بمخططات توسعية.
ويؤكد أبو الريش أن ذكر العريش وباقي مدن شمال سيناء، من بئر العبد إلى الشيخ زويد، ومن الحسنة إلى طابا ونويبع وسانت كاترين وشرم الشيخ، يعكس عظمة الجندي المصري الذي حرر الأرض بالدم، إلى جانب رجال الفكر والسياسة والقانون الذين كان لهم دور بارز في معركة تحرير بقية الأراضي بالسلام. كما يسلّط الضوء على عمليات عسكرية خلف خطوط العدو قبل النصر، مع تسليط الضوء على سلسلة من العمليات الخاطفة التي أسهمت في تمهيد النصر العظيم.
كما يحرص الكاتب على توثيق زيارات فعلية إلى سيناء، مع الإشارة إلى توجيهات القيادة السياسية بإطلاق مشاريع جديدة تحت عنوان وطن يحيا مصر، ومطالبته بزيارة المصريين لسيناء وتعميرها. يوضح كيف أدركت الدولة ضرورة التعمير بعد أن كشفت السنوات الأخيرة عن مطامع في الأرض ومخططات توسعية في المنطقة.
في باب التوجيهات، ينصح أبو الريش الشباب بقراءة العمل لفهم طبيعة الحروب الحديثة والتعرف على تضحيات الأجيال السابقة في سبيل الوطن، إذ يرصد كيف يخوض رجال الفكر والثقافة والإعلام والصحافة معركة مواجهة التطرف والشائعات وحروب الجيل الرابع، التي يعتبرها الكاتب أشد خطرًا في هذا العصر من المعارك التقليدية.
هذه القراءة تأتي في وقت تتزايد فيه الحاجة إلى ربط الذاكرة بالواقع التنموي، وتبرز من خلالها صورة متكاملة عن دور الثقافة والإعلام في حماية الهوية الوطنية ومواجهة التحديات الراهنة عبر منظومة متكاملة من العمل الوطني والتطوير المستدام.
