افتتاح عيادات “الشفاء”: مبادرة كنسية ترعى الصحة بأسعار رمزية لأهل

في خطوة تعكس التزام الكنيسة المعمدانية الكتابية بدورها الاجتماعي الرائد، افتتح القس الدكتور بطرس فلتاؤوس، رئيس مجمع الكنائس المعمدانية الكتابية في مصر، عيادات “الشفاء” التخصصية الخيرية في منطقة العجمي الشعبية بالإسكندرية.
شهد الافتتاح الرسمي حضوراً واسعاً من أهالي المنطقة والقيادات الكنسية، حيث أعلن القس فلتاؤوس عن هذه العيادات كـ”يد عون” للمجتمع المحلي، مشدداً على أنها جزء من رؤية الكنيسة في تعزيز قيم التكافل والمحبة.
وفي تصريحاته أثناء الحفل، قال القس بطرس فلتاؤوس: “عيادات الشفاء التخصصية الخيرية مبادرة رائدة تهدف إلى تقديم خدمات طبية متميزة بأسعار رمزية، مما يتيح للجميع فرصة الحصول على رعاية صحية عالية الجودة”.
وأضاف أن هذه الخدمة “من الكنيسة لأهل المنطقة”، مع التأكيد على دورها في سد الفجوة الصحية التي يعاني منها سكان العجمي، حيث يفتقر الكثيرون إلى خدمات طبية ميسورة التكلفة.
تقدم عيادات “الشفاء” مجموعة واسعة من الخدمات الطبية التخصصية، تشمل الكشف الطبي العام، التصوير بالأشعة، والتحاليل المخبرية، بالإضافة إلى استشارات متخصصة في مجالات مثل الطب العام، الأطفال، النساء والتوليد، والأمراض الداخلية.
الأسعار الرمزية، التي تُقدر بنسبة صغيرة من التكلفة الحقيقية، تهدف إلى جعل الرعاية الصحية متاحة للجميع، خاصة الأسر ذات الدخل المحدود في منطقة العجمي التي تشهد كثافة سكانية عالية وتحديات صحية مزمنة مثل الأمراض المعدية والحالات الطارئة.
كما أكد فلتاؤوس أن العيادات ستشمل برامج متابعة دورية للمرضى المزمنين، مما يعزز من فعالية الخدمة ويقلل من الحاجة إلى التنقل إلى المستشفيات البعيدة في وسط الإسكندرية.
خلفية عن المبادرة والكنيسة المعمدانية
يأتي افتتاح عيادات “الشفاء” في سياق تاريخي طويل لمجمع الكنائس المعمدانية الكتابية في مصر، الذي يقوده القس الدكتور بطرس فلتاؤوس منذ سنوات. يُعتبر المجمع واحداً من أبرز الجهات الكنسية في الإسكندرية، حيث يشرف على عشرات الكنائس والمراكز الاجتماعية التي تقدم خدمات تعليمية وصحية واجتماعية. وفقاً لتقارير سابقة، ساهم المجمع في مبادرات مشابهة مثل حملات التطعيم والدعم الطبي أثناء جائحة كورونا، مما عزز من سمعته كشريك موثوق في التنمية المجتمعية.
القس فلتاؤوس، الذي يحمل درجة الدكتوراه في اللاهوت، معروف بجهوده في دمج الخدمة الروحية بالعمل الاجتماعي، وهو يرى في مثل هذه المشاريع تعبيراً عن “المحبة العملية” المستمدة من التعاليم المسيحية.