المقاطف.. حرفة تراثية من النخيل تتوارثها الأجيال وتحافظ على هوية الريف.. صور

في عمق القرى التي ما زالت تحافظ على ملامحها الأصيلة في صعيد مصر، تستمر بعض الأسر في ممارسة إحدى أعرق الحرف اليدوية وهي صناعة المقاطف والعلايق من سعف النخيل. حرفة تقليدية تحمل في تفاصيلها تاريخًا من المهارة والابتكار، وتُعد نموذجًا حيًا للاعتماد على البيئة في إنتاج أدوات تلبي احتياجات الحياة اليومية.
المقاطف، المعروفة أيضاً بـ القفف في بعض المناطق، تقوم على زعف النخيل وتستخدم فيها مفردات تراثية خاصة بالحرفة مثل المسلة، وهي أداة حديدية دقيقة تُستخدم في خياطة الضفائر، والشلق، وهو الحبل المصنوع من شرائح الزعف، إضافة إلى الضفيرة والقلوب المستخرجة من الزعف الأبيض dentro النخلة، والوشام وهو الحبل الليفي المستخدم في تثبيت المنتج وصنع المقابض.
في قرى سوهاج، ما زالت أسرة كاملة تعمل بهذه الحرفة وتورثها جيلاً بعد جيل. يقول عم محمد أحد الحرفيين: نتعامل مع النخيل كأنه شريك في الحياة، نستفيد من كل جزء فيه، نحضر الزعف بعد التجفيف والترطيب، ونُحوّله إلى حبال وضفائر، ثم نخيطه يدويًا لننتج المقاطف والعلايق بأحجام مختلفة حسب الاستخدام. المقاطف لا تزال تُستخدم في حفظ الغلال ونقل المؤن والتسوق من الأسواق الشعبية، وتُعرف بخفة وزنها ومتانة تحملها، كما أنها مصنوعة من خامات طبيعية بالكامل ما يجعلها صديقة للبيئة.
وتعكس هذه الحرفة هوية المكان وروح ساكنيه، وفي ظل الاهتمام المتزايد بالصناعات الطبيعية والحرف التقليدية، تبرز كإطار عملي لتطوير الموارد المحلية وتوظيفها في سياقات حديثة، مثل السياحة البيئية ودعم الحرف المحلية. كما تشكل مصدر دخل مستدام يعتمد على المهارة والجهد الشخصي، وتلقى منتجاتها إقبالًا في الأسواق والفعاليات التراثية والمعارض التي تحتفي بالحرف اليدوية، ما يعزز الحفاظ على التراث وتوريثه للأجيال القادمة.