معركة الكرامة في بلدي

بقلم صموئيل العشاي :
في أحضان الصعيد المصري، حيث يلتقي النيل بالأرض في علاقة أبدية من الخصوبة والتاريخ، تقف دائرة صدفا وابوتيج والغنايم كرمز للصمود والعزة. هنا، لا تُقاس القوة بالأرقام أو المناصب، بل بالقلوب المتحدة والأرواح الشجاعة التي لا تنحني أمام العواصف.
غدًا، مع انطلاق الانتخابات البرلمانية، لن تكون هذه مجرد معركة بين أسماء ووجوه، بل ثورة كرامة، حرب شرف تُكتب بدماء الرجولة والشهامة، لتُضيف صفحات جديدة إلى سجل أساطيرنا السياسية الخالدة!
يا أهل الدائرة الأوفياء – يا أبناء الوعاضلة والكردي والبارودين، يا أبطال كردوس وكيمان سعيد، وبني فيز ومجريس والدوير والشناينة وأبو جحر وكوم أسفحت، والبربا والنجع، والغنايم وأبوتيج – أنتم الذين تحملون في عروقكم نبض الأرض الخصبة، وفي أيديكم قوة الجبال الراسيات. أنتم ستُعيدون صياغة التاريخ بإرادتكم الحرة، بقلوبكم المتآلفة كجيش لا يُقهر أبدًا. في مراكزنا الكبيرة الثلاثة، لا يُقاس الإنسان بالذهب الزائف أو السلطة الفارغة، بل بالشهامة التي تهز الأرض، بالرجولة التي تكسر الصخور، بالجدعنة التي تُذيب الحديد المُتصلب!
تذكروا، يا أهلي الأعزاء، أن السياسة ليست لعبة الضعفاء؛ إنها ساحة يصنع فيها الإنسان مصيره بيده القوية. وأنتم تعرفون جيدًا أن الاتحاد هو السلاح السري الذي يُرعب الأعداء قبل أن يبدأ القتال، يبني الجسور بين القلوب قبل الأصوات، ويُهز مقاعد الساسة الكبار. اتحاد يصرخ بصوت الريح والنار: “نحن واحد، نحن لا ننحني، نحن ننتصر!” هنا، في بلادنا الروحية، ليست المراكز مجرد حدود إدارية باردة؛ بل هي روح واحدة تتنفس في كل قرية ونجع وشارع، تُغني في النوادي وتُحصد في الحقول الخضراء.
كانت معاركنا الانتخابية السابقة زلازل تهز أركان البرلمان، حيث تُمنح الأصوات لأحباء القلوب لا لأتباع الأحزاب الميتة أو رجال الآلة السياسية الخائنة. بلدنا تقف كرجل واحد، يصنع قصصًا وأساطير تُروى تحت النجوم الساطعة، على الرغم من صغر الدائرة جغرافيًا – فأنتم عملاقون في الروح، أقوياء في الإرادة، وكل صوت فيها كان سيفًا يقطع رأس الفساد!
هذا الكرسي البرلماني ليس مجرد مقعد رخيص في قاعة باردة؛ بل هو نار ملتهبة، عرش من لهيب لا يجلس عليه إلا الكبار – الكبار في السياسة نعم، لكن أكبر في الإنسانية والوفاء والشجاعة! خضنا معارك كثيرة على هذا الكرسي، وكلها انتهت بنصر يهز السماء. لم نخسر يومًا، حتى لو لم يفز مرشحنا بالمقعد؛ فالفوز الحقيقي كان في حب الناس الذي يُغرق القلوب، في الولاء الذي يبني جيلاً بعد جيل كجبال الصعيد الشامخة.
اليوم، في هذه المرحلة الجديدة، تأتي بطولة أخرى تختبر إرادتنا كالنار تختبر الذهب. لا يهمني من يفوز بالكرسي ومن يخسر – فالانتخابات ليست لعبة أرقام بائسة – بل يهمني الفوز في معركة الكرامة والشرف والكبرياء، تلك المعركة التي تُكسبها القلوب الموحدة كجيش، والأيدي المتصافحة كحلقة حديدية، والأصوات الواحدة كرعد يدوي في السماء!
وها نحن أمام فرصة تاريخية تُغلي الدماء، لإعادة صياغة هذا الإرث الأسطوري! يقتحم ساحة البرلمان شاب في الثلاثينيات، يدعى الدكتور أحمد أيمن، كأسد يزأر بعد أن خاض دهاليز المعارك السياسية في الشوارع النابضة والبيوت الدافئة. هو ليس مجرد مرشح؛ هو ابن هذه الأرض الذي يحمل في دمه دماء الشهامة المتفجرة، وفي قلبه نبض الاتحاد الذي يهز الأرض! تعلم السياسة من أهلها في التراب والعرق، لا من الكتب الجامدة، ويجمع بين العلم الحاد كالسيف والرجولة القوية كالجبل.
الدكتور أحمد أيمن يعرف أن الكرسي ليس هدفًا أنانيًا، بل وسيلة نارية لصوت الريف الذي يصرخ، للدفاع عن حقوق الوعاضلة والكردي بكل قوة، عن أحلام البارودين وكردوس التي تُطارد النجوم! والدوير وكوم أسفحت والبربا والغنايم وأبوتيج… معه يعود الاتحاد القديم كعاصفة، ذلك الاتحاد الذي جعل بلادنا أسطورة تُروى في العالم العربي كله!
يا أهلنا، يا أبناء الأصل والنبل والعائلات الشريفة التي تُضيء الظلام، هذه اللحظة ليست للانقسام الذي يُضعفنا، بل للوحدة التي تُقوينا كالإعصار! اتحدوا كما اتحدتم سابقًا في المعارك الأسطورية، اصطفوا خلف الدكتور أحمد أيمن كجيش يتقدم، واجعلوا صوتكم يدوي في أروقة البرلمان كرعد يُرعب الظالمين! هذه معركة الكرامة، حيث يُقاس الرجال بمدى وقوفهم مع إخوانهم كالجبال، لا بمدى ابتعادهم كالجُبناء! اتحدوا لأجل الشرف الذي يحمي أرضكم كدرع من حديد، لأجل الكبرياء الذي يرفع رؤوسكم إلى السماء، لأجل مستقبل يبنيه أبناؤكم على أساس الوفاء الذي لا ينكسر!
غدًا، عندما تُفتح صندوق الاقتراع كباب النصر، ليكن صوتكم سيفًا يقطع الشكوك والخيانات، درعًا يحمي الإرث الأبدي، صرخة تُعلن: “نحن هنا، نحن ننتصر!” هل تفعلونها مرة أخرى؟ هل تعيدون كتابة التاريخ بالاتحاد والشرف والشهامة التي تُذيب الجبال؟ أنا أعرفكم، يا أهلي: نعم، ستفعلونها بقوة الريح والنار! صدفا والغنايم وابوتيج ستنهض كعملاق، والبرلمان يرتجف انتظارًا لصوتها الجهوري الذي يُغير العالم!
اتحدوا، فانتصروا – للكرامة، للشرف، لمصر… يا أبطال الصعيد، يا أسود البرلمان، هيا… الآن وقاتلوا!
