هيام عباس: أحببت الفن منذ الصغر ولم أترك بلدي لكن ضاق بي الحال

أعلنت النجمة الفلسطينية العالمية هيام عباس خلال ندوة تكريمها ضمن مهرجان القاهرة السينمائي الدولي أن رحلتها مع الفن بدأت من المدرسة. شاركت في عدد من المسرحيات المدرسية وأدّت دور أم بينما جسّد زميلها دور الابن. شعرت لأول مرة بتأثير الجمهور عليها بعد انتهاء العرض وتفاعل الحضور مع المشهد الذي قدمته. وأوضحت أن هذه التجربة أكّدت قوة التمثيل في الوصول إلى المشاعر الإنسانية.
نشأة وبدايات فنية
نشأت هيام عباس في قرية لم تتوفر فيها مشاريع فنية، لا مسرح ولا سينما. ولم تحلم في تلك المرحلة بالسفر أو ترك بلدها من أجل التمثيل. قالت إنها لم تكن بحاجة للسفر بل كانت بحاجة إلى التنفّس، وأن الظروف في قريتها لم تسمح للنساء بأن يحققن ذواتهن في المجال الفني. وأضافت أن الطريق نحو الفن لم يكن ممهداً لكنها كانت تسعى فقط للحصول على فرصة لممارسة شغفها.
التحديات أمام المرأة
وتحدثت عن صعوبة دخول امرأة إلى عالم الفن في زمنها، مؤكدة أن الطريق لم يكن ممهدًا أمامها. ولفتت إلى أن الظروف كانت خانقة وأن النجاح النسائي كان محدوداً. وأكّدت أنها لم تتراجع بل واصلت البحث عن فرصة لممارسة الفن وتطوير قدراتها.
تجربة الهروب المؤقت
وكشفت عباس أنها فكرت في الابتعاد لفترة من الوقت؛ قالت إنها رغبت في أن ترى مدرسة سيرك في لندن كنوع من الهروب من الضغط. إلا أنها اكتشفت لاحقاً أن الفكرة لم تكن حلاً حقيقياً بل محاولة للهروب. وأكدت أنها بحاجة إلى تحقيق جزء من ذاتها في الفن بدلاً من الانفصال عنه. بذلك أدركت أن الاستمرار في الفن هو الطريق الأقوى لتعبيرها والتواصل مع الجمهور.
التكريم والإنجازات الدولية
وتأتي هذه الجلسة احتفالاً بالفنانة هيام عباس التي تُكرَّم هذا العام بجائزة الهرم الذهبي التقديرية لإنجاز العمر في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي. وتُعد عباس من أبرز الوجوه العربية في المشهد السينمائي العالمي، إذ اشتهرت بأدوار مثل العروس السورية، غزة مون أمور، والزائر. وتسلط الجلسة الضوء على محطات من مسيرتها أمام وخلف الكاميرا ورؤيتها في الانتقال بين السينما العربية والإنتاجات العالمية. كما خاضت عباس تجربة الإخراج وقدّمت أعمالاً لافتة، من بينها فيلم الميراث، وشاركت في أعمال دولية بارزة مثل مسلسل Succession.
إسهامها في سرد القصة الفلسطينية
كرست عباس جزءاً من فنها لرواية القصص الفلسطينية وإيصالها إلى العالم، فصارت سفيرة فنية لوطنها. بخلال أدوارها وجسارتها الإبداعية تمكنت من بناء جسور بين الثقافات والقلوب. تركّزت مسيرتها على تعزيز الاعتراف الدولي بالفن العربي وتأكيد حضور الأصوات الفلسطينية في الإنتاجات العالمية. ويظل دورها مثالاً للفنّانين في نقل الواقع الإنساني والحضاري الفلسطيني.