صموئيل العشاي يكتب : النبيل كمال الدلي ينسحب من جولة الإعادة في انتخابات مجلس النواب وحزب الجبهه

أعلن الوزير والمرشح محمد كمال الدالي انسحابه رسميًا من جولة الإعادة بانتخابات مجلس النواب 2025 عن الدائرة الأولى بمحافظة الجيزة، والتي تضم الجيزة والدقي والعجوزة، وذلك بعد تقديم خطاب اعتذار واضح وصريح إلى الهيئة الوطنية للانتخابات.
وجاء هذا القرار متزامنًا مع استقالته من منصبه كأمين لحزب الجبهة الوطنية بمحافظة الجيزة، في خطوة تؤكد أنه لا يتشبث بمنصب ولا يتردد في اتخاذ القرار الصحيح حين يقتضي الواجب ذلك.
وقال الدالي في بيانه اليوم إنه اتخذ قراره بعد وقفة مع النفس، وقف فيها رجلٌ يحترم من يقف خلفه، ووازن بين الاستمرار وبين الحكمة، فاختار أن يقدّم العقل قبل الطموح، والقيم قبل المنافسة. وأوضح أن قراره، رغم إدراكه أنه قد يثير دهشة أو تساؤلات لدى البعض، هو قرار مبني على ضمير يقظ وإيمان عميق بأن المصلحة العامة أسمى من أي مكسب انتخابي.
وأكد الدالي أنه لم يرتكب خطأً طوال فترة السباق الانتخابي، وأنه خاض المعركة ملتزمًا بالنزاهة والاحترام، ولم يسع يومًا وراء جاه أو مال، بل حمل نفسه على خدمة الناس كما اعتاد طوال مسيرته العامة.
إن قراءة هذا البيان تكشف معدن شخصية جمعت بين الحكمة والجرأة، وبين الشجاعة والانضباط، فقرار الاعتذار لم يكن انسحابًا بقدر ما كان موقفًا أخلاقيًا يعكس قيم رجل دولة يعرف حجم المسؤولية ويقدّر ثقة الناس به.
لقد قدّم اللواء كمال الدالي درسًا في أن العمل العام ليس مقعدًا يُنتزع، بل قيمة تُصان. وأن احترام الناخبين ليس بوعود تُقال، بل بمواقف تُتخذ حين تشتد الظروف. إن قراره اليوم يُضاف إلى رصيده وليس عليه، ويؤكد أن القائد الحقيقي هو من يضع المصلحة العليا فوق أي حسابات.
فأبناء الجيزة والدقي والعجوزة يعرفون رجلهم… يعرفونه محافظًا صنع أثرًا، ومسؤولًا حافظ على سمعته، وشخصًا ظل قريبًا من الناس في كل موقع تقلّده. وها هو اليوم يبرهن أن العلاقة بينه وبين أهله ليست علاقة صناديق انتخابية، بل علاقة ثقة وجذور ووفاء.
الدالي غادر سباق الانتخابات، لكنه لم يغادر قلوب الناس، ولن يغادر مكانته في وعي أبناء محافظته الذين رأوا فيه نموذجًا لرجل دولة يعلّم بالفعل قبل القول.
وأقولها بوضوح: سيبقى الدالي بين أهله… ومعهم… ومنهم.