شعبان يوسف : فرقة “طبلة الست”: ظاهرة موسيقية مصرية أصيلة

فرقة “طبلة الست” هي إحدى الفرق الموسيقية النسائية البارزة في مصر، والتي تجمع بين العزف على الآلات الإيقاعية، خاصة الطبلة، والغناء الفلكلوري المستوحى من التراث المصري. تأسست الفرقة عام 2019 على يد سها محمد علي، وتتكون بشكل أساسي من فتيات يعزفن ويغنين أغاني مستوحاة من الريف والصعيد والنوبة والواحات المصرية.
هدفها الرئيسي هو إحياء الأغاني الفلكلورية القديمة ونشر الفرح والبهجة، مع التركيز على قضايا المرأة والتراث الشعبي. الفرقة تُعد تحدياً للاحتكار الذكوري التقليدي لآلة الطبلة، مستلهمة من النقوش الفرعونية التي تصور النساء يعزفن على الدفوف والطبول.
في سياق الاحتفاء بهذه الفرقة، يبرز رأي الناقد والأديب شعبان يوسف الذي يعبر عن إعجابه الشديد بها. يقول يوسف: “باحب الفرقة دي جداً، مصرية مصرية مصرية، والواحد بيكتشف نفسه معاهم.” هذا الرأي يؤكد على الأصالة المصرية الخالصة للفرقة، حيث تسمح موسيقاها للجمهور باكتشاف ذواتهم من خلال الإيقاعات والألحان الشعبية.
كما يشير يوسف إلى احتفال الفرقة بعيد ميلادها السادس، مشيداً بـ”مجهود عصامي دون دعم وتمويل، بمجهوداتهم المستقلة.” ويصفها بأنها “قدروا يصنعوا ظاهرة خالصة الجمال والقيمة والفن”، مما يعكس الجهد الذاتي والإبداع الذي ساهم في تحولها إلى ظاهرة فنية مستقلة.
من الناحية الفنية، تتميز “طبلة الست” بأدائها الإيقاعي الديناميكي، حيث تجمع بين الطبلة والدف والمزمار في بعض الأحيان، مع غناء جماعي يعيد إنتاج أغاني مثل “يا صلاة الزين”، “الحلوة دي”، “آه يا لالالي”، وأجزاء من السيرة الهلالية.
الفرقة تطور أداءها بشكل مستمر، حيث بلغ عدد أعضائها حوالي 12 مغنية وعازفة، وتقيم ورش عمل لتعليم الإيقاع لأكثر من 40 فتاة. أزياؤها الموحدة، التي تختارها سها بنفسها، تكون فساتين ملونة مبهجة تعكس الطراز القديم مع لمسة عصرية، مما يضيف بعدًا بصريًا للحفلات.
شهدت الفرقة نمواً سريعاً، حيث شاركت في مهرجانات كبرى مثل مهرجان العلمين الجديدة، مهرجان الطبول، ليالي رمضان في الأوبرا، ومهرجان فلسطين الدولي. في عام 2025، تحتفل بعيد ميلادها السادس بحفلات في أماكن مثل ساقية الصاوي، مكتبة الإسكندرية، وبووم رووم في مدينتي.
هذه الإنجازات تأتي بدون دعم رسمي كبير، مما يؤكد على الروح العصامية التي أشاد بها يوسف. الفرقة ليست مجرد مجموعة موسيقية، بل مشروع ثقافي يحافظ على التراث ويعطي فرصاً للمرأة في الفن.
في الختام، تمثل “طبلة الست” نموذجاً للفن المستقل الذي يجمع بين الأصالة والابتكار، محققة توازناً بين الحفاظ على التراث والتفاعل مع الجمهور المعاصر. كما يصفها شعبان يوسف، إنها ظاهرة فنية خالصة، قادرة على إثارة الفرح واكتشاف الذات في كل حفل.