داوود عبد السيد في عيد ميلاده.. مخرج يرى الحياة من خلال عدسة الواقع

يُصادف اليوم الأحد 23 نوفمبر عيد ميلاد المخرج داوود عبد السيد، وهو اسم بارز يترك بصمةً واضحة في السينما العربية. تُعد هذه الذكرى مناسبة لاستذكار مسيرته الفنية ومكانته في الحركة السينمائية المحلية. تميزت أعماله بتقديم رؤية واقعية ومعالجة إنسانية عميقة تعكس تفاصيل المجتمع المصري. يظل اسمه مصدر إلهام لصانعي الأفلام والباحثين في تاريخ السينما العربية.

بدأت مسيرته الفنية كمساعد مخرج، حيث شارك في مشاريع مهمة مثل «الأرض» للمخرج يوسف شاهين و«الرجل الذي فقد ظله» لكمال الشيخ. لكن داوود عبد السيد قرر لاحقاً ترك هذه المهنة قائلاً إنها لم تناسب شخصيته: «لم أحب مهنة المساعد، كنت تعيساً جداً… إنها تتطلب تركيزاً أفتقده، وأنا غير قادر على التركيز إلا فيما يهمني جداً». واتجه بعدها إلى عالم الأفلام التسجيلية لاستكشاف تفاصيل المجتمع المصري. وقد أخرج عدداً من الأفلام التسجيلية التي أبرزت قضايا المجتمع والتعليم والعمل والناس.

الانتقال إلى الأفلام التسجيلية

اتجه بعدها إلى عالم الأفلام التسجيلية لاستكشاف تفاصيل المجتمع المصري من خلال عدسة بسيطة. قدم عدداً من الأعمال التي ركّزت على الوصايا والقرى والتعليم والعمل في الحقول. من بين أعماله المميزة في هذه الحقبة وصية رجل حكيم في شؤون القرية والتعليم (1976)، العمل في الحقل (1979)، وعن الناس والأنبياء والفنانين (1980). عكست هذه التجربة تجسيداً إنسانياً واهتماماً بالجوانب الاجتماعية في المجتمع المصري.

الجوائز والتكريم

حصد فيلمه الأول الصعاليك جائزة العمل الأول في مهرجان أسوان الأكاديمي عام 1985. كما حاز فيلم أرض الخوف جائزة الهرم الفضي من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي وجوائز أخرى من مهرجان البحرين الأول وجمعية الفيلم في 1999. وفي عام 2013 اختُيرت ثلاثة من أفلامه الكيت كات وأرض الخوف ورسائل البحر ضمن قائمة أهم 100 فيلم عربي أصدرها مهرجان دبي السينمائي الدولي. كما حظي بتكريم في مهرجان الجونة السينمائي عام 2018.

أهم أفلامه الروائية

تضم قائمة أعماله الروائية عدداً من الأفلام البارزة مثل البحث عن سيد مرزوق (1991) والكيت كات (1991). ثم تتابع بإنتاج سارق الفرح (1995) ومواطن ومخبر وحرامي (2001). كما يحضر في أعماله رسائل البحر (2010) وقدرات غير عادية (2015)، والتي تظل من أبرز أعماله الروائية.