صموئيل العشاي يكتب : أشمّ رائحة الخداع في الأفق

أشمّ رائحة الإخوان في الأفق… رائحة الخداع حين يشتعل في الهواء، ورائحة المؤامرة حين تتسلّل في الظلام.
فى مشهد سياسي مضطرب، وانتخابات يحاولون إفسادها بكل الطرق والأدوات، يقفون في الظلال يحرّكون خيوط الفتنة، ويتوهمون أن الدولة غافلة أو ضعيفة. لكن الحقيقة التي لا يفهمونها أن الدولة وأجهزتها لا تقف عاجزة ولا مكتوفة الأيدي، بل تراقب وتتابع وتستعد.
إنها عيون الصقور… تراقب المشهد لحظة بلحظة، وتنتظر التوقيت الذي لا يخطئ، لتسقط على الفريسة سقوط البرق.
تتحرك الثعابين بمنتهى المكر والمراوغة، تنفث سمومها في كل اتجاه، وتستخدم كل الحيل الممكنة للكرّ والفرّ ومحاولات اصطياد ما تشتهيه من فوضى. ولكنها ـ ويا لسذاجتها ـ لا تدرك أن فوق كل جحر هناك عين تراقبها، وأن خلف كل حركة غير بريئة، هناك صقر يمد جناحه استعدادًا للانقضاض.
هؤلاء لا يعرفون حجم الدولة ولا وزنها، ولا يدركون قوة أجهزة المعلومات المصرية التي لا تكتفي بحماية الداخل، بل تشارك ـ فعليًا ـ في إدارة العالم، وتضع بصمتها في صياغة القرار الدولي.
يكفي أن نقول إن الرئيس دونالد ترامب، رئيس مجلس إدارة العالم كما يُطلق عليه، حين يتحدث عن مصر ورئيسها، يتحدث باحترام غير مسبوق، لأنه يعرف ما لا يعرفه هؤلاء… يعرف أن مصر دولة حين تتحرك، تُغيّر المعادلات.
لدينا عشرات النقاط الساخنة والملتهبة التي تتابعها أجهزة الإدارة المصرية لحظة بلحظة، تراقبها، وتفككها، وتعيد هندستها بما يخدم مصالح الدولة وتطلعاتها.
هل تدرك ما معنى أن عباقرة مصر يديرون هذه الملفات؟ يديرون المؤامرات نفسها بحيث تدور الدائرة وتصبّ في النهاية في صالح مصر؟
ابدأ بغزة… تلك الساحة التي أُلصقت بمصر فيها كل الموبقات، ورموها بكل الاتهامات، وفتحوا عليها أبواب الشيطنة المتعمدة.
ولن أحكي لك التفاصيل، فأنت يا عزيزي القارئ عشتها وتعرفها جيدًا، ورأيت كيف كانت السهام تأتي من كل اتجاه، وكيف كانت مصر ثابتة في وجه العاصفة.
ولكن المحصلة؟
جاء رئيس مجلس إدارة العالم إلى شرم الشيخ، وجاءت معه الكاميرات والوفود والعدسات، ليقول للعالم كله:
“السلام من هنا… من أرض مصر المباركة.”
وبعد هذا المشهد، شممت رائحة شواء الضاني العظيمة في الأفق… رأيت الخراف تجري، وخراف تصرخ، والقطعان تتساقط واحدًا تلو الآخر، ولا أحد يملك أن يوقف ما بدأ.
فالذي أشعل النار يعرف جيدًا متى يقلب اللحم على الجمر.
والآن أقولها لك بلا مواربة…
حفلات الشواء سوف تستمر خلال الفترة القادمة.
وما سيأتي أعظم مما مضى، لأن اللعبة فُضِحَت، والقطعان انكشفت، والصقور رفعت أجنحتها استعدادًا لجولة لا تعرف الرحمة.