في قضية اغتصاب الأطفال .. المبادئ حسب الطلب… و الفيس بوكية بالمزاج الاخواني

يا سيدي… بعد أزمة العشرة طلاب في مرحلة الـKG في إحدى المدارس الدولية بالعبور، ظهر لنا على السطح بطلٌ جديد لم نكن نبحث عنه ولا حتى نريده، لكنه أصر أن يطلّ برأسه من جديد: جماعة الليه السميكة سابقًا، وفرقة الخرفان المتخصصة في النّهيق الإلكتروني تمامًا كما عهدناها.

فجأة اكتشفنا أن أحد المتهمين في القضية له أقارب من الفرقة المرخصة في رفع إشارات رابعة… لكن الغريب أنهم هذه المرة التزموا الصمت التام، وكأن لسان حالهم يقول:
“نحن هنا… ولكن مش فاضيين.”

لا مظاهرات، لا هاشتاجات، لا صراخ “الحرامي… القاتل… الساقط”… لا شيء!
ولا حتى بيان شجب واحد من البيانات الطويلة التي لا تنتهي إلا عند حدود الملل القومي.

والسبب؟
بسيط جدًا… العامل بالمدرسة دي تبع جماعتهم، أما المدرسة التانية المتهم مش تبعهم.
والخلاف عند هؤلاء ليس في المبدأ، بل في ماركة الضحية وانتمائه لهم من عدمه.

وبينما نسمع دائمًا أن “المتهم بريء حتى تثبت إدانته”، نجد أن هذا المبدأ يعمل عندهم بنظام “المواسم”؛ يظهر مرة ويموت مئة.

يا سيدي، التحرش واغتصاب الأطفال جريمة لا تعرف دينًا ولا مدرسة ولا لون باب الفصول…
لكن التعامل معها عند البعض يخضع لقانون أكثر غرابة من قوانين نيوتن:
قانون المصلحة… حيث تصمت الخرفان إن كانت القضية من عندهم، وتثغو بلا توقف إن كانت من عند غيرهم.

نحن لا نُدين أحدًا لمجرد أن له قريبًا أو جارًا ينتمي لجماعة أو حزب، لكننا نُدين وبقوة المسرحية السخيفة التي تتكرر كل مرة:
صوت مرتفع هنا…
وصمت مطبق هناك…
وكأن المبادئ تُباع بالقطعة.

في النهاية…
لا نملك إلا أن نقول:
اللهم نجّ المجتمع من المتحرشين…ونجّنا أكثر من المتاجرين بالقضايا، سواء كانوا من خرفان الماضي أو خفافيش الحاضر

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى