محمد مسعود إدريس من قرطاج المسرحي: المسرح في صلب الأحداث في تونس

أعلن الناقد والمؤلف المسرحي محمد مسعود إدريس أن دور المسرح في تونس متداخل في كل الأحداث. نظمت ادارة مهرجان قرطاج المسرحي الندوة في دورته الحالية بالعاصمة التونسية، حيث أشار إلى هذا التداخل بشكل واضح. قال: “ان دور المسرح في تونس متداخل في كل الأحداث سواء”، مضيفا: ” لدي ٤٤ سنة عمل في جامعة تونس، وساهمت في الكثير من الأبحاث والإنتاج العلمي والتدريسي”.
يعتبر محمد مسعود إدريس من أبرز نقاد المسرح ومؤلفيه في تونس، وله حضور فاعل في التراث والسياسة والموسيقى والغناء. من مؤلفاته البارزة: “الشيخ عبدالعزيز الثعالبي والحركة الوطنيّة” و”بيبلوغرافيا المسرح التونسي” و”تحقيق مسلاة الولهان في الأوزان والألحان”. كما نشر أكثر من ٤٠ مقالة علمية في مجالات التراث والسياسة والموسيقى والغناء، وشغل منصب رئيس لجنة الدكتوراة في الجامعة التونسية.
وتأتي هذه الندوة في سياق انطلاق الدورة الـ26 من مهرجان أيام قرطاج المسرحي، التي تقام بالعاصمة وتتناول عنواناً رئيسياً هو “الفنان المسرحي في زمنه واعماله” وتستمر فعالياتها حتى يوم السبت 29 نوفمبر الجاري. وتبرز الدورة هذه السنة تقديم عروض ومداخلات تلتزم بقضايا الفن المسرحي المعاصر. وتفتتح الدورة بمسرحية الملك لير للنجم يحي الفخراني وإخراج شادي سرور.
تروي قصة الملك العجوز لير الذي يقرر تقسيم مملكته بين بناته الثلاث وفق مدى محبتهن له. تقدم الابنتان الكبريتان جونريل وريجان له مشاعر مخادعة ولغة مزيفة، فيما ترفض كورديليا الأصغر أسلوب النفاق فيطردها والدها من المملكة. وبوصول الابنتين إلى الحكم يتبين خيانهما فلا ينجو لير من فقدان رشده ويظل يئن من الندم، وفي النهاية تموت كورديليا ظلماً ويموت الملك حزيناً.
يظهر الحدث التداخل العميق للمسرح في المجتمع كما يعكسه إدريس عبر خبرته الأكاديمية والتدريسية في جامعة تونس. تسهم أعماله البحثية في الحفاظ على التراث الثقافي والموسيقى وتحفيز الإنتاج المسرحي الجديد. كما يظل إشرافه على رسائل الدكتوراه ركيزة أساسية في الجامعة ومرجعاً أكاديمياً للمشهد المسرحي التونسي.