عن ألزهايمر واكتشاف الحب: أندريه ودورين في المسرحية الإسبانية

أعلن المنظمون عن تقديم ثلاثي من المسرحيين الإسبان عرضاً موسيقياً صامتاً داخل فضاء غرفة معيشة تضم مكتباً وأريكة وبورتريه واحد فقط، مع الاعتماد على قطعة موسيقية محورية تؤدي دورها كراوي للحكاية. يعتمد الثلاثي في عرضه على حركة الجسد وتعبير العيون والردود اللحظية للموسيقى، ليخلق عوالم من المعاني والمشاعر لا نهائية دون أن ينبسوا بكلمة واحدة. يتخذ العمل فضاء الغرفة كمرآة للعلاقة الزوجية وتداعيات الزمن والذاكرة، ويمزج بين الرتوش البصرية والضوء والصوت ليكشف عن عمق العلاقات الإنسانية. يخطف العرض أنظار جمهور مهرجان قرطاج المسرحي، وهو جزء من فعاليات الدورة السادسة والعشرين التي احتشد فيها محبو المسرح والفنون في المسرح البلدي بالعاصمة التونسية.

تُعري حركة الممثلين ومخططاتهم الدقيقة تفاصيل العلاقة التي تربط الزوجين دون كلام، فالغرفة تصبح مسرحاً مصغراً يحبس الزمن في آنٍ معاً. يُحدث وجود قطعة موسيقية واحدة وبورتريه عتبة للذاكرة وتدفع المشاهد لاسترجاع لحظات ماضية وتخيل سيناريوهات تلاشيها بالحاضر، فيما تنشأ بين الإيقاع والإشارات البصرية لغة تواصل بديلة. عبّر الثلاثي عن الحزن والحنين والحب والتضحية من خلال فضاء الغرفة وتنوع الإكسسوار والملابس البسيطة والإضاءة المدروسة، فصار بإمكان الجمهور أن يعيش مع الشخصيات تجربة عاطفية عميقة من دون نطق كلمة. اختتم العرض وأدى إيقاعه ورمزيته إلى أن يترك في الجمهور علاقة فريدة مع الذاكرة والوقت، وهو ما أكده حضور جماهيري كبير من عشاق الفن والمسرح في الدورة التي شهدت استمرار دعم المهرجان للفرق الدولية والهادفة إلى كسر الحواجز بين اللغات والأنماط المسرحية.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى