قبيل اجتماع مسقط السري… طهران تعرض 4 تريليونات دولار على ترامب: “فقط لا تقصفنا!”

كتبه: صموئيل العشاي
في مفاجأة سياسية من العيار الثقيل، كشفت مصادر دبلوماسية مطلعة أن إيران أرسلت عبر وسطاء عرضًا غير مسبوق إلى الإدارة الأميركية برئاسة دونالد ترامب، وذلك قبل أيام قليلة من انطلاق الاجتماع السري المرتقب في العاصمة العُمانية مسقط، الذي يُنتظر أن يكون منعطفًا حاسمًا في ملف الاتفاق النووي الإيراني.
وبحسب المصادر، فإن العرض الإيراني تضمّن تعهّدًا بضخ استثمارات مباشرة بقيمة 4 تريليونات دولار داخل السوق الإيرانية، عبر شركات متعددة الجنسيات موالية لإيران ومتحالفة مع دول شرق آسيا والخليج، بشرط وحيد وواضح: “أوقفوا التهديد العسكري ولا تفككوا البرنامج النووي أو منظومة الصواريخ الباليستية”.
رسالة مباشرة إلى ترامب: المال مقابل بقاء النظام
الوثيقة غير الرسمية التي تم تداولها بين وسطاء من دولة خليجية وشخصيات أمنية أميركية مقرّبة من البيت الأبيض، حملت رسالة مباشرة من القيادة الإيرانية إلى الرئيس ترامب نفسه، جاء فيها بحسب التسريبات:
“سيدي الرئيس، إننا على استعداد لضخ أموال تفوق ما ستجنيه أميركا من أي حرب. فقط اتركنا وشأننا، ولا تقصف إيران.”
وتؤكد الوثيقة أن إيران مستعدة لفتح قطاعات استراتيجية أمام الشركات الأميركية في الطاقة والتكنولوجيا والبنية التحتية، شرط أن تتراجع إدارة ترامب عن مخططها لضرب المنشآت النووية الإيرانية أو فرض المزيد من العقوبات الخانقة التي تستهدف الحرس الثوري وقطاع النفط.
اجتماع مسقط… الجولة الأخيرة؟
الاجتماع الذي تستضيفه سلطنة عُمان في سرية تامة، يُرتقب أن يكون الفصل الأخير قبل المواجهة أو المصالحة. ومن المتوقع أن يحضره ممثلون من طهران وواشنطن، إضافة إلى مراقبين دوليين من روسيا والاتحاد الأوروبي والصين.
وتشير تقارير أولية إلى أن ترامب، المعروف بنزعته التجارية، يُفكّر جديًا في العرض الإيراني، خاصة في ظل رغبته في تجنّب حرب جديدة قد تضر بصورته كـ”صانع صفقات” قبل انتخابات الكونغرس المقبلة.
صراع في قلب البيت الأبيض
إلا أن العرض الإيراني لا يمر بسلاسة داخل دوائر صنع القرار الأميركي، إذ ترفض شخصيات نافذة في البنتاغون ووكالة الاستخبارات المركزية أي تسوية تُبقي على القدرات النووية والصاروخية لإيران، معتبرين أن ذلك “ابتزاز مالي مغلف بدبلوماسية ناعمة”.
في المقابل، تدفع أصوات داخل فريق ترامب السياسي نحو القبول بـ”الفرصة الذهبية”، خاصة في ظل تعهّد إيران بتجميد جزئي للأنشطة النووية مقابل صفقات اقتصادية ضخمة تُعيد واشنطن إلى قلب الشرق الأوسط من بوابة المال لا الحرب.
إيران تسابق الزمن… وترامب يمسك بأوراق الضغط
يأتي هذا التطور فيما تزداد عزلة طهران داخليًا، وسط احتجاجات شعبية على تدهور الاقتصاد وانخفاض العملة، مما يدفع النظام إلى البحث عن طوق نجاة بأي ثمن. وفي المقابل، يدرك ترامب أن الوقت في صالحه، وأن طهران هي الطرف الأضعف، لكنه لا يُمانع الاستفادة القصوى من العرض الإيراني لتحقيق نصر دبلوماسي ومالي في آن واحد.
فهل نرى صفقة القرن بين طهران وواشنطن تُطبخ بهدوء في صحراء مسقط؟ أم أن الضربة العسكرية المؤجلة ستعود إلى الطاولة؟
الأيام القادمة قد تحمل مفاجآت تُعيد تشكيل الشرق الأوسط من جديد