نجاة الصغيرة: ظهور نادر يعيد الحنين لصوتها ولطلة غابت عن الأضواء

تزور النجمة الكبيرة نجاة الصغيرة العاصمة الجديدة ضمن جولة فنية تشمل زيارة دار الأوبرا بمدينة الثقافة والفنون ومقر الهيئة الوطنية للإعلام. وتلتقي خلال الزيارة مع المهندس خالد عباس رئيس شركة العاصمة، والكاتب أحمد المسلماني رئيس الهيئة الوطنية للإعلام، واللواء دكتور أسامة عبد العزيز مدير مدينة الثقافة والفنون بالمسرح الكبير بمدينة الثقافة والفنون. وتؤكد هذه الزيارة حضورها الفني وتُبرز مكانتها كقيمة فنية تركت أثرًا واضحًا في ذاكرة الجمهور. وتأتي الزيارة ضمن إطار تعزيز التواصل بين التاريخ الفني والجهازين الثقافي والإعلامي في العاصمة الجديدة.

يعيد الحنين إلى صوتها والشجن لطلتها التي غابت عن الأضواء لفترة، لكنها لا تزال لها مكانة في القلوب. وتظهر في هذه الزيارة قوة حضورها كرمز فني يعزز الروابط بين المجتمعين في العاصمة الجديدة. وتؤكد اللقاءات أن صوتها ظل حاضرًا بنغماتها في ذاكرة الجمهور. وتلقى الجهات المشاركة تقديرًا رسميًا يواكب مسيرتها الفنية.

نشأة نجاة الصغيرة وبداياتها الفنية

ولدت نجاة الصغيرة في القاهرة لعائلة ذات أصول سورية، فوالدها محمد كمال حسني البابا هو الخطاط الدمشقي الشهير الذي هاجر إلى مصر وتزوج من والدة نجاة. وتعتبر النجمة أخت السندريلا سعاد حسني، وقد ظهرت موهبتها مبكرًا فشجعها والدها على الغناء. وكان والدها يصطحبها إلى المسارح ومتعهدى الحفلات، ثم قدمها لأول مرة في حفل وزارة المعارف عام 1944 عندما لم يتجاوز عمرها ست سنوات. وفي سن الثامنة شاركت في أول فيلم لها بعنوان هدِيّة عام 1947، وتدرب والدها مع شقيقها عز الدين على حفظ أغاني أم كلثوم ليؤدّوها لاحقًا في الحفلات.

تزوجت نجاة من كمال منسى عام 1955 وهي في السادسة عشرة، وساعدها في احتراف الغناء. وأنجبت منه ابناً واحداً هو وليد. وتواجه الزوجان خلافات عائلية أدت إلى الطلاق بعد خمس سنوات.

بعد انفصالها عن زوجها الأول بنحو سبع سنوات تزوجت من المخرج حسام الدين مصطفى، لكن هذا الزواج انتهى بالانفصال أيضًا. فضلت النجاة الاستمرار في تربيتها لابنها وتكريس نفسها للعمل الفني. واستمرت في تقديم أغانٍ وأدوار فنية بارزة عبر مراحل مختلفة.

غنت نجاة لكبار الملحنين أمثال زكريا أحمد ومحمود الشريف، وكانت بدايتها الفنية الحقيقية من خلال أغنية أوصفولي الحب من كلمات مأمون الشناوي. والتقت لاحقًا بالموسيقار الراحل محمد عبد الوهاب الذي لحن لها أغنية كل ده كان ليه التي غنتها بصوتها في مناسبات لاحقة. وتوالت بعدها أغنيات بارزة مثل دوبنا يا حبايبنا، أيظن، شكل تانى، لا تكذبي، ساكن قصادي، ماذا أقول، أسألك الرحيل، وأنا بعشق البحر، وعيون القلب.

واتجهت نجاة أيضًا إلى التمثيل فأدت أدواراً بارزة في القاهرة في الليل، الشموع السوداء، وسبعة أيام في الجنة. كما شاركت في شاطئ المرح وابنتي العزيزة وجفت الدموع، مما عزز حضورها في السينما. وتميزت اختياراتها بين الغناء والتمثيل بالتنوع والعمق الفني.