حكايات شادية من الأرشيف في ذكرى رحيلها: بامية وأغانٍ ومسرح

يعيد مرور ثمانية أعوام على رحيل النجمة شادية جمهورها إلى إرثها الفني الحافل. في بيروت صدر كتاب نادر عن المكتبة الحديثة للطباعة والنشر يجمع حوارات وردوداً صحفية أدلت بها شادية خلال فترة الذروة الفنية. الكتاب، الذي لم يُذكر اسم مؤلفه ولا سنة نشره، يعرض نصوصاً من مجلة الكاميرا اللبنانية تعود إلى عام 1976 وتسلط الضوء على جوانب جديدة من شخصيتها الفنية والإنسانية. كما يبرز التفاعل الحاضر في تلك اللقاءات عبر أسئلة القراء وتأكيدات الفنانة على طموحاتها.
حوارات من مجلة الكاميرا اللبنانية
تؤكد شادية في تلك الحوارات أنها ربة منزل ممتازة، وأنها لا تشعر بالندم على أية أغنية قدمتها سابقاً. وتوضح أن طموحها الأكبر هو أن تصبح هي نفسها وتقدم أعمالاً فنية راقية ترضي الجمهور بعيداً عن هوية من يقدمها. كما تؤكد أن ابتعادها عن الحفلات العامة ليس بسبب كثرة الفنانين، بل لأن تطور الغناء على المسرح يحتاج إلى التريث. وتذكر أن أم كلثوم هي الفنانة الوحيدة التي تمكنت من تقديم هذا اللون كما يجب. وعن تعاونها السينمائي مع عبد الحليم حافظ قالت: ‘لم يحدث بعد.. ربما فى المستقبل’.
دردشة قصيرة مع المطربة شادية
تتضمن النصوص حواراً يشرح فيه أنها تختار لقب ‘شادية الممثلة’ وتؤكد أنها فنانة تسير من نجاح إلى آخر بثقة هادئة. وتروي خلال زيارة منزلها ذكريات شخصية وحميمة، منها عشقها للبامية الذي كان يثير دعابة شقيقها طاهر شاكر. وتكشف أن شقيقتها عفاف تقيم في الكويت منذ أكثر من عشر سنوات وتعبّر عن محبّتها للوطن الخليجي. وتبرز أيضاً حرصها على الحفاظ على خصوصيتها وتواضعها رغم الشهرة.
المسرح والغناء ونصيحة عبد الوهاب
وتؤكد شادية أن للمسرح بطلاته القادرات على الأداء الكامل، مثل هدى سلطان التي تراها عظيمة ومخلصة للمسرح. وتوضح أنها تعودت على السينما ولا ترى نفسها على الخشبة. وتذكر نصيحة الموسيقار محمد عبد الوهاب قبل عشر سنوات بعدم إرهاق الصوت بالغناء كل ليلة، واصفةً الصوت بأنه كنز يجب الحفاظ عليه. وتؤكد أن هذه النصح ليست سبب ابتعادها عن المسرح، وإنما ظلّ موقفها مرتبطاً بتطور اللون الغنائي وتريثها لاختيار العمل المناسب.
لا يزال جمهور شادية يجمع تراثها النادر من صور وحوارات ليحافظ على سيرة صوت مصر الدافئ الذي رحل جسداً وترك إرثاً فنياً حياً. وتوضح المصادر أن هذا الكتاب يساهم في إبقاء تلك الذكريات حية ويمنح الجمهور نافذة لفهم أبعاد شخصيتها الفنية والإنسانية. وتؤكد الأجيال الجديدة على أهمية هذا الأرشيف في توسيع معرفة الجمهور بفنها الراقي والتواضع الذي ميز مسيرتها.