بانوراما الفيلم الأوروبى تكشف عن برنامج الأفلام الروائية الطويلة لدورتها الـ18

تقدّم بانوراما الفيلم الأوروبي برنامجها الجديد من الإنتاجات الروائية الطويلة المميزة بتنوعها الهائل في الأنواع السينمائية وتشكّل نافذة استثنائية على أشكال السرد المعاصر في أوروبا. وتستعرض الدورة أبرز الأعمال التي نالت إشادات على شاشات مختلفة وتُعيد إلقاء الضوء على أسماء مخرجين عالميين تألّقوا في محافل سينمائية كبرى، مع تعزيز حضورها في القاهرة كمنصة عرض رئيسية. وتُبرز الدورة تاريخها الطويل الذي امتد إلى ثمانية عشر فترة، حيث شهدت عبرها عروضاً لافتة ونجاحاً مستمراً في تعريف الجمهور بمراحل تطوير الفيلم الأوروبي. وتأتي هذه النسخة بفرصة لعشاق السينما لاكتشاف موازنات سردية جديدة وتواصل حواراً فنياً عبر قنوات متعددة.

أبرز الإنتاجات العالمية

تعرض بانوراما بفيلمي جعفر بناهي “حادث بسيط” الذي حاز على السعفة الذهبية في كان 2025، وهو فيلم إثارة يحبس أنفاس مجموعة من الغرباء يظنون أنهم واجهوا جلّادهم السابق، قبل أن يجدوا أنفسهم أمام معضلة أخلاقية مؤلمة. كما يقدّم يواكيم ترير فيلمه “قيمة عاطفية” الحائز على الجائزة الكبرى في كان 2025، حيث تتلقى شقيقتان صدمة عائلية عندما يبدأ والدهم في مشروع جديد يجبر الأسرة على مواجهة جراحها عبر الزمن. وتعرض جيم جارموش من خلال “أب، أم، أخت، أخ” حكاية عائلية رقيقة تجمع بين الفكاهة الهادئة وروابط الأسرة وتلقيها الأسد الذهبي في فينيسيا. ويبرز فيلم ريبيكا زولوتسكي “حياة شخصية” بطول جودي فوستر لأول مرة في دور باللغة الفرنسية، مع تقديمه كإضافة لافتة إلى البرنامج.

أعمال إضافية وتنوع الموضوعات

من النرويج يأتي فيلم “أحلام (جنس، حُب)” من إخراج داغ يوهان هوغيرود وهو فائز بالسعفة الذهبية في برلين 2025، وهو تأمل عابر لأجيال حول الرغبة والأحلام غير المكتملة، يشتعل عند إقدام فتاة مراهقة على إعجابها بمعلمتها. يقدم البرتغالي جوّا روزاش فيلمه الأول “الحياة المضيئة” متتبعًا شاباً يحاول شفاء قلبه المكسور وتجاوز خيبة أمله الفنية في مدينة لشبونة. يظهر البريطاني أوسكار هدسون بأول فيلمه الطويل “دائرة مستقيمة” الذي يحكي قصة جنديين عدوين يفقدان اتجاههما وهما يحرسان حدودهما في صحراء بلا نهاية. وفي فيلم بولين لوكيه “نينو” الحاصل على جائزة النجم الصاعد من كان، يطوف شاب مصاب بسرطان الحنجرة في باريس خلال عطلة نهاية أسبوع قبل البدء بالعلاج، ليقترب من قبول وجوده الفاني.

مواضيع العائلة والانفصال والهشاشة

تبرز موضوعات العائلة والانفصال كخيط جامع في اختيارات البرنامج، حيث يتناول فيلم “الحب الذي يبقى” للمخرجة هلينور بالماسون عاماً من حياة أسرة لاستكشاف التناقضات العاطفية. كما يسهم وجود كلب الفيلم “باندا” في جائزة السعفة الكلابية ضمن فعاليات كان في تعزيز تلك الرؤية. من إسبانيا يعرض غييرمو غالوي فيلم “مدينة لا تنام” الذي يرصد نضوج شاب غجري في ظل مخطط لهدم أكبر حيٍ عشوائي في أوروبا. وفي الوقت نفسه يتابع فيلم أوليفر لاكس “سراط” رحلة أب وابنه عبر جنوب المغرب بحثًا عن ابنة مفقودة.

رحلة اكتشاف الهوية والذات

يرافق فيلم أكينولا ديفيز “ظل أبي” شقيقين في رحلة عبر مدينة ليغوس تتعزز فيها التوترات بينهما وبين والدهما المنفصل عنهما. كما يسلط فيلم “ورديّة ليل” للمخرجة بترا فوليه الضوء على ممرضة مخلصة تعمل ليلاً وتواجه مهمة لإصلاح خطأ جسيم خلال ليلة واحدة. وفي مواجهة أسئلة عن الهوية والذات، يعرض فيلم “الحلزون الأبيض” لإلسا كرمسر وليفن بيتر حكاية عارضة أزياء من بيلا روسيا تقابل رجلاً غامضاً يعمل ليلاً في مشرحة وتدفعها هذه العلاقة إلى التأمل في معاني الجمال والذات.

تجربة خلف الكواليس وتفاعل الجمهور

تتيح الجهة المنظمة للجمهور حضور ندوة يشارك فيها مصمم شريط الصوت يوهانِس شمِلزر-تزيغينجر بعد عرض الفيلم لمناقشة كيفية صنع الصوت والمؤثرات. وتضيف هذه الفعالية قيمة تعليمية وفنية للمشاهدة وتوثيقاً لعملية الإنتاج أمام الحضور. وتأتي هذه اللقاءات كجزء من البرنامج الذي يربط بين الجمهور والعاملين في صناعة السينما ويعزز من فهم التوازن بين الإبداع والتقنيات في الأفلام المعروضة.

تختتم الدورة بندوة تجمع بين عروضها وتلقي الضوء على عمليات الإنتاج والإخراج والتوزيع. وتؤكد هذه الفعالية أن قصص العائلة ونضوج الشخصيات وقضايا المجتمع لا تزال تشكّل نافذة مفتوحة على السينما الأوروبية المعاصرة وتعد الجمهور بمغامرة جديدة في عالم بانوراما السينما. وتعد هذه المحطة فرصة لعشاق الفن السابع لاستكشاف تجارب متنوعة وتوسيع آفاقهم الفنية من خلال سرديات تقطع حواجز المسافات وتفتح أبواب الحوار الثقافي.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى