مصر الخير تطرح توظيف الفنون والثقافة لتعزيز الوعي بالعمل المناخي

نفذت مؤسسة مصر الخير، إحدى أعضاء التحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي، ندوة ضمن مهرجان الفيوم حول توظيف الفن والثقافة كأداة تأثير داخل المنظمات الأهلية في تعزيز العمل المناخي. أكدت الفعالية أهمية تحديث آليات الجمعيات والمنظمات الأهلية لنشر الرسائل البيئية وتغيير سلوك التعامل مع البيئة. أشار المشاركون إلى أهمية استغلال مرونة المنظمات في الحركة والتواصل لتوسيع نطاق التوعية وتخفيف المخاطر البيئية. كما أكدوا أن الفن يمكن أن يكون أداة فاعلة في توصيل الرسائل البيئية بشكل أقوى وأكثر جذبًا للمجتمعات.
دور المنظمات الأهلية والرسائل البيئية
أكد الدكتور محمد ممدوح، رئيس قطاع تطوير الجمعيات الأهلية بمؤسسة مصر الخير، أن للمنظمات الأهلية دوراً حيوياً إضافة إلى مرونتها في التعامل مع قضايا البيئة. أشار إلى أن مصر فيها نحو 38 ألف منظمة وجمعية أهلية، وإذا أُعدت لتعريف القضايا البيئية وتغيير السلوكيات الخاطئة ستكون لها أثر بالغ في التوعية ومواجهة المخاطر الصحية المرتبطة بالبيئة. ناقش التحديات التي تواجه الدمج بين الفن وخدمة التنمية والمناخ، موضحاً أن أدواتها التقليدية بحاجة للابتكار وتعاون مع التربية والتعليم والثقافة والتضامن والإعلام والشباب والرياضة، لأن المشروع لا يمكنه أن تقوم به جهة بمفردها. وأكد أن الصورة المعبرة عن المشكلة لها تأثير أقوى، وأن المنظمات الأهلية يمكن أن تستفيد من قوة المنتج الفني في التغيير.
أوضح محمد حسن، استشاري ومدرب إدارة مخاطر الكوارث والأزمات المناخية، أن هناك أضلاع عدة في التعامل مع هذه القضية تشمل العمل الحكومي وآليات الدعم والتمكين والمنظمات الأهلية والفنانين والصناع لإيصال الرسالة إلى الجمهور، مع وجود استعداد لدى القائمين على هذا المثلث. وأشار إلى أن وضع استراتيجية وطنية يتيح للفنانين والمبدعين تطويع الفن لتوصيل رسائل إيجابية وتوعية الجمهور، مع ضرورة تجنب ظهور المشاهد التي تعكس سلوكاً غير مقبول مثل الانشغال بالمظاهر أو التدخين أثناء العمل الفني. كما أكد أن الفن يمكن أن يسهم في رصد الواقع وتوصيل قضايا المجتمع بشكل أقوى عند ربطه بجودة حياة المواطن.
وأكدت المخرجة الدكتورة داليا بسيوني على أهمية رفع الوعي البيئي، مشيرة إلى ضرورة تعزيز منظومة الثقافة بما يخدم قضايا البيئة ويعيد تشكيل سلوك المجتمع. أشارت إلى تصريحات الدكتور ممدوح حول ضرورة تغيير المنظومة الثقافية لصانع الفن وللأجيال القادمة حماية من المخاطر البيئية. دعت إلى وضع رؤية وطنية للتنمية الثقافية تراعي أثر الثقافة في البيئة وتشارك فيها جميع الأطراف المعنية لتطوير جودة المواطن وهوية الوطن. ركزت على أن الفن ليس مجرد منتج جمالي بل أداة تواصل قوية تؤثر في السلوك وتدعم قضايا التنمية المناخية.