أكرم القصاص: انتخابات 2025 تعكس تحولا حقيقيا في وعي الناخبين

يؤكد الكاتب الصحفي أكرم القصاص أن المشهد الحالي لانتخابات مجلس النواب 2025 يعكس نقلة نوعية في الوعي السياسي لدى المصريين. ويشير إلى الإجراءات الحاسمة التي اتخذتها الهيئة الوطنية للانتخابات وتؤكد أن القضاء المصري هو الحارس الأمين لصوت الناخب والديمقراطية. وخلال مداخلة هاتفية لأحد البرامج التلفزيونية أوضح أن العملية الانتخابية تمر بمرحلة دقيقة تستدعي إعادة النظر في النظام مستقبلاً. ويسلط الضوء على عدة نقاط جوهرية رسمت ملامح هذا الاستحقاق الدستوري.
يقظة القضاء وإبطال الدوائر
يؤكد القصاص أن قرارات الهيئة بإلغاء نتائج 19 دائرة انتخابية وإعادتها تعكس جدية الدولة في التصدي لأي تجاوزات. ويرى أن التدخل في المسار الانتخابي في هذه الدوائر مثال على استقلال القضاء ونزاهة العملية، وأن الطعون والمخالفات جزء من العالم الديمقراطي. ويشير إلى أن الحسم والتصحيح هما العبرة هنا، وأن الهيئة نفذت ذلك بمهنية عالية لضمان نزاهة الصندوق.
سقوط المال السياسي وارتفاع سقف التوقعات
يرى القصاص أن التحول بدأ بإشارة من الرئيس عبد الفتاح السيسي وتحذيراته من انتخاب من يدفع الأموال، وهو ما رفع سقف التوقعات لدى المواطنين. ويتابع بأن النتائج أظهرت وعياً شعبياً كبيراً، حيث وصل مرشحون بلا مال سياسي إلى جولات الإعادة وتنافسوا مع كبار الإنفاق. وهذا التطور، بحسبه، يثبت أن الشعب المصري يملك قدرة على التمييز لا يمكن خداعها.
الحوار الوطني والمحليات
يدعو القصاص إلى إخراج توصيات الحوار الوطني من الأدراج، خاصة ما يتعلق بقوانين الانتخابات والمجالس المحلية. ويؤكد أن الأحزاب والقوى السياسية بحاجة لاستغلال هذه الفرصة لمراجعة النظام الانتخابي بين القوائم والفردي وتعزيز التواجد الحزبي بعيداً عن الشعارات. كما يرى أن ذلك يسهم في بناء منظومة سياسية أكثر فاعلية وتوازناً.
الإعلام والسوشيال ميديا: بين الرقابة والشائعات
يشيد القصاص بتوجيهات المستشار أحمد بنداري التي سهّلت عمل الإعلاميين والمراقبين، مؤكداً أن الإعلام يلعب دوراً حيوياً في كشف الحقائق. ويشرح الفرق بين الإعلام التقليدي ووسائط التواصل الاجتماعي، فالسوشيال ميديا رغم قدرتها على رصد بعض التجاوزات تبقى سلاحاً ذا حدين قد يروج للشائعات أو يصنع ترندات وهمية لمرشحين سقطوا في اختبار الصندوق. ويؤكد أن الصحافة المهنية تبقى المعيار الأساسي لضبط المشهد وتدقيق المعلومات.