الائتلاف المصري: استنفار وزحام في الساعات الأخيرة من جولة الإعادة

رصدت فرق الرصد الميداني التابعة للائتلاف المصري لحقوق الإنسان والتنمية ملاحظات خلال انتهاء ساعة الراحة وعودة التصويت في لجان الجولة الأولى من الدوائر الـ19 الملغاة بقرار الهيئة الوطنية للانتخابات، إضافة إلى جولة الإعادة في دائرة إطسا- الفيوم. تابعت الفرق سير إجراءات إعادة فتح اللجان داخل مراكز الاقتراع في المحافظات المختلفة، ووجدت تغيرات ملموسة في مستوى الحشد والتصويت. أكّدت الملاحظات أن العودة تمت وفق الجدول المحدد مع تسجيل استثناءات طفيفة في بعض اللجان مقارنة بالوضع العام.
عودة اللجان للعمل في مواعيدها المحددة
شهدت معظم اللجان الفرعية التزاماً دقيقاً بساعة الراحة المحددة، ففتحت أبوابها لاستقبال الناخبين عند الساعة الرابعة مساءً بشكل دقيق. تأخرت جميعها في بعض الحالات لمدة تقل عن عشر دقائق ثم عادت للعمل بشكل طبيعي. استثنيت تسع لجان من هذه العودة في دوائر محددة هي: أول الرمل لجنة رقم 8 بمدرسة شوكت الرسمية الابتدائية، ومركز جرجا لجنة رقم 3 بمدرسة الخمايسية الإعدادية التابعة لدائرة جرجا، وإمبابة لجنة رقم 11 بمدرسة حافظ إبراهيم الابتدائية. هذه الاستثناءات كانت موجزة ولم تؤثر في سير العملية بشكل عام.
وأشارت الملاحظات إلى استمرار الجاهزية التنظيمية داخل اللجان مع متابعة حثيثة من فرق الأمن الإداري، وتوثيق الأداء في لجان الإعادة خاصة في دوائر مختلفة. كما أشار الفريق إلى أهمية استمرار الالتزام بساعات العمل والشفافية في التوثيق للمراحل التالية من الاقتراع.
استنفار شديد وزحام خانق
رصدت فرق الرصد وجود استنفار شديد وزحام ملحوظ حول عدد من اللجان الفرعية في دوائر مختلفة، منها أبوحمص بلجنة رقم 6 في مدرسة الصالحية الابتدائية، وأخميم بلجنة رقم 3 في مدرسة النيل الابتدائية المشتركة، ولجنة رقم 8 في مدرسة بحر أبو المط الإعدادية بمركز إطسا في الفيوم. وتجمّع الناخبون بشكل كثيف أمام اللجان مع حضور سياسي واضح من فئة الشباب والنساء، وهو ما ظهر في المظاهر واللباس أمام عدد من اللجان. كما أشار المراقبون إلى وجود حضور لقيادات محلية أمام كثير من لجان الدائرة في بعض المواقع دون تعطيل لسير العمل.
وتبرز في دائرة أبوحمص لجنة 14 في مدرسة الشهيد ممدوح سعد الابتدائية كقوة تنظيمية رئيسية أمام العديد من اللجان، حيث بدا أن الحزب يبذل جهود كبيرة للفوز في هذه القاعة الانتخابية. ورصد المراقبون وجود قيادات محلية للحزب أمام كثير من لجان الدائرة دون تعرّض لسير العمل. أشارت الملاحظات إلى أن هذه التحركات لم تؤثر سلباً على إجراءات التصويت أو تعطل الدخول إلى اللجان.
توسع ظواهر شراء الأصوات
رصدت فرق الرصد ارتفاعاً واضحاً في ظاهرة المال السياسي ضمن لجان محددة، رغم الإجراءات الأمنية والرقابية الصارمة. وشملت الدوائر الأبرز: إيتاي البارود- دمنهور في البحيرة، ودائرة الفتح بأسيوط، ودائرتي جرجا وطهطا بسوهاج، ودائرة نجع حمادي بقنا، ودائرة إمبابة بالجيزة. لاحظ المراقبون وجود أشكال مختلفة من الدفع أو الإغراءات الانتخابية وتوزيع مبالغ مالية بشكل مباشر أو وعود بتقديم خدمات.
أعلنت وزارة الداخلية عن ضبط 13 حالة تقديم رشاوى انتخابية خلال ساعة واحدة كما ورد عبر صفحة الوزارة على شبكات التواصل الاجتماعي، وهو ما يعكس استمرار الظاهرة رغم الإجراءات. جرى اتخاذ إجراءات قانونية وإدارية بحق المخالفين وفقاً للإجراءات المعمول بها. يبقى القلق من استمرار هذه الظواهر خلال التصويت الأخير في الدوائر المعاد انتخابها بسبب المخالفات، وهو ما يستلزم متابعة دقيقة وتقييماً مستمراً.