كيف تستفيد مصر من تجربة الفلبين في حماية العمالة غير المنتظمة؟

تؤكد الجهود الرامية إلى حماية العاملين في اقتصاد الوظائف الحرة ضرورة توفير حماية تأمينية كاملة وتغطيات مستدامة. وتعترف التجارب العالمية بأن هذه الفئة الأكثر تعرضاً للمخاطر تحتاج إلى نماذج تغطية تتجاوز المنافع التقليدية. وتبين المؤشرات الدولية أن برامج الدعم المتخصصة تشمل التأمين متناهي الصغر مع مكونات للتثقيف المالي وبناء مصادر دخل مستدامة.
أعلن أيمن قنديل، خبير التأمين والمدير التنفيذي لإحدى شركات التأمين العالمية في الفلبين، أن الشراكة الإستراتيجية بين شركات التأمين والجهات التنظيمية رسخت نموذجاً يوضح كيف يعيد القطاع تعريف الحماية. وأوضح أن جوهر المبادرة يقوم على تقديم التأمين متناهي الصغر للعاملين في اقتصاد الوظائف الحرة، مع تعزيز نهج تشاركي يتجاوز حدود التغطية التقليدية. وأضاف أن العاملين في منظومة العمل الحر يشملون سائقين ومهنيين مستقلين، وهم من أكثر الفئات عرضة للمخاطر، إذ قد يؤدي مرض بسيط أو حادث إلى فقدان دخل يومي.
ولاحظت التجربة أن توفير الحماية لهذه الشريحة يتطلب إطاراً أوسع من مجرد المنافع، يمتد إلى برامج التثقيف المالي ومساعدة الشركاء في إدارة الموارد وبناء مصادر دخل أكثر استدامة. وتبرز الضرورة لإدراج مكونات الصحة والعافية كجزء من منظومة الحماية اليومية للعاملين المستقلين. كما تشارك شركات التأمين الخاصة في مبادرات صحية لتعزيز الرفاهية اليومية لهذه الفئة وتحقيق شبكة أمان أوسع.
فرص تطبيق التجربة في مصر
يبرز النمو المتسارع لاقتصاد الوظائف الحرة في مصر كفرصة لاعتماد نموذج شامل يحمي المستقلين. ويؤكد خبير التأمين أن التأمين متناهي الصغر يحمل إمكانات كبيرة إذا رُبط بالتعليم المالي والتحول الرقمي وشراكات موسعة بين المنصات الرقمية وشركات التأمين والجهات الحكومية. ويرتكز هذا النموذج على حماية الحياة والحوادث والدخل اليومي مع توجيه الشركاء نحو إدارة الموارد وبناء مصادر دخل أكثر استدامة.
تتضح الفائدة عندما تكون الحماية مطابقة لاحتياجات سوق العمل الجديد وليست حماية آنية فحسب. وعندما تتكامل الجهود بين الحكومة والقطاع الخاص والجهات الرقابية، تتيح منظومة من التغطيات مرونة واستقرار أعلى للمستقلين وتدفع الجميع نحو الاستثمار في مستقبلهم. وتصبح الحماية أكثر فاعلية عندما تتكامل مع التعليم المالي والتحول الرقمي وتعاون أوسع بين جميع الشركاء، بما يتيح تأثيراً إيجابياً حقيقياً على حياة الأفراد والمجتمعات.