وزيرة التعاون تبحث مع مسؤولة من جايكا تمويل القطاع الخاص

استقبلت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التخطيط، يوكو ميتسوي، النائب الأول لرئيس الوكالة اليابانية للتعاون الدولي (جايكا)، في القاهرة لبحث سبل تعزيز التعاون المستقبلي بين مصر وجايكا ضمن الشراكة الاستراتيجية طويلة الأمد. أكدت اللقاء أهمية تعزيز آفاق التعاون التنموي بين البلدين وتنسيق الجهود بما يعود بالنفع على الاقتصاد المصري والتنمية المستدامة. أشارت إلى أن الاجتماع يهدف إلى وضع أطر تعاون جديدة في قطاعي النقل واللوجستيات وفي إطار المنصة الوطنية لبرنامج «نُوفّى».

واتفق الطرفان على متابعة مشاريع في تطوير شبكة النقل الذكي والمترو، وتوفير التمويلات الميسرة للقطاع الخاص لتنفيذ المنصة الوطنية. كما تبادلا وجهات النظر حول تعزيز الاستثمار وربط المنظومة الاقتصادية المصرية بالمحيط الإقليمي بما يعزز من تنافسية الاقتصاد الوطني. أكدت المشاط أن الحكومة ماضية في تنفيذ الإصلاحات الاقتصادية والهيكلية اللازمة لتعزيز مستوى الأداء وتحفيز النمو.

تطور التعاون المصري-الياباني

أوضحت المشاط أن مصر أطلقت مؤخرًا السردية الوطنية للتنمية الاقتصادية لتعزيز التكامل بين رؤية 2030 وبرنامج الحكومة والاستراتيجيات القطاعية. وتؤكد السردية على دفع الاقتصاد المصري نحو القطاعات الإنتاجية عبر الإصلاحات الاقتصادية والهيكلية التي تقود إلى زيادة التنافسية. وأشارت إلى أن الحكومة ماضية في تنفيذ هذه الإصلاحات وتحديث السياسات العامة بما يواكب التغيرات الاقتصادية العالمية.

أشارت إلى مساهمة اليابان في مشروع المتحف المصري الكبير، الذي يعد من أبرز مشاريع المساعدات الإنمائية في مجالات التراث الثقافي في المنطقة، وهو أكبر متحف مخصص لحضارة واحدة. وأوضحت أن المتحف يعكس نموذجًا عالميًا في حفظ الثقافة والتاريخ، وأن مركز الترميم الذي أُنشئ في المتحف الكبير بالتعاون مع الوكالة أصبح ركيزة إقليمية للتميز في صون التراث. كما أشارت إلى أن العلاقات المصرية اليابانية تمتد سبعين عامًا وتنوعت في مجالات التعاون وفق الأولويات التنموية المصرية، مع محفظة دعم فني وتكنولوجي تبلغ 2.4 مليار دولار من منح تنموية، إضافة إلى التمويلات الميسرة. وأُطلق تقرير مشترك يسلط الضوء على الإنجازات والمشروعات خلال تلك الفترة خلال مؤتمر تيكاد 9.

المتحف المصري الكبير والترميم

ناقشت الجانبان آفاق التعاون في التعليم وكيفية دمج الأنشطة التعليمية اليابانية ومناهج مدارس مصر واليابان في المنظومة التعليمية، واعتماد نموذج التعليم الفني الياباني في بعض المعاهد الفنية لتطوير المهارات الفنية والتقنية لدى الطلاب. وتطرق الاجتماع إلى دور اليابان في تعزيز التراث الثقافي من خلال مشاريع ترميم وتطوير المنشآت التعليمية والتدريبية المرتبطة بالتراث. أشار الطرفان إلى استمرار التعاون في مجالات الثقافة والعلوم والتكنولوجيا بما يعزز مكانة مصر وجهودها في الإصلاح والتحديث.

وأكدت المشاط أن الشراكة في التعليم ستكون حجر الزاوية في جهود تحديث منظومة التعليم، مع التركيز على تحويل المعرفة والخبرات اليابانية إلى آليات تطبيقية داخل المدارس والمعاهد الفنية المصرية. كما أكدت على أهمية تعزيز الربط بين البحث العلمي والتطبيق الصناعي بما يدعم التحول الرقمي وتطوير المهارات. وتوافقت الرؤى على توسيع مجالات التعاون في التعليم والبحث والابتكار بما يخدم التنمية الشاملة في مصر.

آفاق التعاون المستقبلي

ناقش الجانبان محاور رئيسية تشمل تنمية رأس المال البشري، دعم القطاع الخاص، تعزيز الربط الإقليمي والبنية التحتية، تطوير المنشآت الصحية، التحول الرقمي، والحفاظ على التراث الثقافي. وأكد الجانبان السعي لاستثمار إمكانات الذكاء الاصطناعي لبناء منظومة مستقبلية قوية وجاهزة للتحديات الاقتصادية، بما يسهم في تعزيز التنمية الشاملة في مصر. وتؤكد الرؤية المشتركة على ضرورة إطلاق مبادرات مشتركة تعزز التكامل الاقتصادي وتطوير الخدمات العامة بما يعود بالنفع المباشر على المواطنين.

التزام مصر تجاه الدعم الإنساني

أعربت المشاط عن تقدير مصر للدعم الإنساني الذي تقدمه اليابان للشعب الفلسطيني في قطاع غزة، بما في ذلك المساهمات الأخيرة في جهود الإغاثة الأساسية وتلبية الاحتياجات الإنسانية العاجلة. أكدت أن مصر ستواصل تسهيل وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة وضمان إيصال الإمدادات الغذائية والطبية بشكل منتظم. كما أشارت إلى أن تعزيز العمل الإنساني بين البلدين يساهم في الاستقرار الإنساني والإسراع في تلبية الاحتياجات الملحة لسكّان القطاع.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى