يوم حقوق الإنسان: دور الاستراتيجية الوطنية فى الميدان والتطوع

يحتفل العالم اليوم باليوم العالمي للتطوع، وهو يوم أقرته الأمم المتحدة في 5 ديسمبر 1985 بهدف تعزيز مبادرات التطوع والتدريب المؤهل لإثراء العمل المدني. يهدف اليوم إلى نشر قيم العطاء والمسؤولية والتعاون بين أفراد المجتمع والمؤسسات. وتؤكّد الأمم المتحدة على أهمية مشاركة الشباب والمجتمعات المحلية في مشاريع إنمائية وخدمية ملموسة. تسهم هذه الجهود في بناء مدن أكثر تآلفاً وفرص أفضل للفئات الأكثر احتياجاً.
الإطار العالمي للتطوع
تعلن الأمم المتحدة أن اليوم العالمي للتطوع يهدف إلى تشجيع تنفيذ مبادرات وتدريبات تأهيلية لإثراء العمل التطوعي المدني. يوضح الحدث أن التطوع يساهم في تعزيز النسيج الاجتماعي وتنمية القدرات البشرية والمجتمعية. كما تشدد الأمم المتحدة على أهمية مشاركة الجهات الحكومية والمنظمات غير الحكومية والمتطوعين في مشاريع ذات أثر مستدام. تعكس هذه الأطر الدولية دور التطوع كرافعة لبناء مجتمعات أكثر قوة وتكاملاً.
جهود مصر في المجتمع المدني
أعلنت مصر عام 2022 عامًا للمجتمع المدني، حيث أولت القيادة السياسية اهتماماً كبيراً بالعمل العام وفتح مسارات أوسع للمشاركة المجتمعية. وصل عدد المتطوعين في الهلال الأحمر المصري إلى 30 ألف متطوع من جنسيات مختلفة، وشارك نحو 2700 منهم في أزمة غزة الأخيرة. وبالإضافة إلى ذلك شارك 34 ألف متطوع في صندوق مكافحة وعلاج الإدمان، كما تم تفعيل برامج مثل مودة ووعي ووحدات التضامن داخل الجامعات المصرية. وتؤكد هذه الحصيلة وجود نشاط تطوعي واسع ومتنوع يعزز قيم العطاء والمسؤولية الاجتماعية.
الأطر الوطنية لحقوق الإنسان والضمان الاجتماعي
شملت الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان جهود الدولة في تعزيز الحق في الضمان الاجتماعي ودعم المواطنين. وتُشير القرارات والخطط إلى تخصيص استثمارات كبيرة ضمن مشروع حياة كريمة من خلال صندوق التنمية المحلية وجهاز تنمية المشروعات والجمعيات الأهلية لتوفير خدمات سكنية وتنموية للفئات الأولى بالرعاية. كما استمرت الحكومة في تحسين آليات الحماية الاجتماعية وتوسيع مظلة الدعم للفئات الأكثر احتياجاً. وتؤدي هذه الإجراءات إلى تقوية جذور المجتمع المدني وتأكيد دور التطوع كرافعة للمنافع العامة.
نتائج وآثار تمويل الحماية الاجتماعية
خصصت الحكومة استثمارات تتجاوز 66.7 مليار جنيه حتى منتصف 2025 ضمن مشروع حياة كريمة، بهدف تحسين الخدمات السكنية والتنموية للفئات الأولى بالرعاية. وتأتي هذه الجهود ضمن إطار تمويل يتوزع عبر صندوق التنمية المحلية وجهاز تنمية المشروعات والجمعيات الأهلية. كما زادت موازنة برنامج تكافل وكرامة بنسبة 25% لتصل إلى نحو 54 مليار جنيه، وارتفع متوسط الدعم الشهري إلى 900 جنيه. شهد البرنامج انضمام 838 ألفاً و163 مستفيداً جديداً وخروج 618 ألفاً و882 حالة، ليصل إجمالي المستفيدين إلى نحو 4 ملايين و700 ألف أسرة من أصل 7 ملايين و800 ألف أسرة مستفيدة منذ إطلاقه. كما صدر قرار جمهوري بزيادة المعاشات بنسبة 10% لصالح نحو 11 مليون و500 ألف مستفيد بتكلفة تقارب 70 مليار جنيه في ميزانية 2025/2026.
خلاصة
تعكس هذه الجهود العالمية والمحلية التزاماً قوياً بنشر ثقافة التطوع وتعزيز حقوق الإنسان، وتمكين الشباب من المشاركة الفاعلة في قضايا المجتمع. وتؤكد النتائج الملموسة أن الاستثمار في الحماية الاجتماعية والتكافل يعزز أطر الحماية ويفتح أبواب الفرص أمام الفئات الأكثر احتياجاً. تبقى رسالة اليوم العالمي للتطوع محركاً رئيسياً للابتكار الاجتماعي وتخطيط البرامج التدريبية التي ترفع من قدرات المجتمع المدني. وتؤكد المعطيات أن العطاء والعمل التطوعي يتركان أثراً مستداماً في المجتمع عبر تقوية الروح الجماعية وبناء أفق أوسع للمستقبل.