20 رحلة فى الشهر.. سر الحقيبة وراء سقوط عصابة سارة خليفة

تفاصيل القضية والجهات المشاركة
تكشف النيابة العامة عن تطورات جديدة في قضية المخدرات الكبرى المتهم فيها سارة خليفة و27 شخصاً آخرين بتكوين تشكيل عصابي يختص بجلب المواد الخام للمخدرات وتخليقها وترويجها داخل البلاد بغرض تحقيق أرباح غير مشروعة. وتبين من إجراءات التحقيق أن أحد المتهمين وُجد ضمن شبكة التهريب، وجرى ضبطه في إمارة دبي بموجب أمر ضبط وإحضار صادر عن النيابة العامة وبتعاون الإنتربول. وأظهرت المحاضر أن المتهم القادم من الإمارات كان على تواصل مع أشخاص من التشكيل لتسهيل جلب المواد وتخليقها. وأقرّ المتهم أمام النيابة بأن التهمة المنسوبة إليه هي الانتماء إلى عصابة تتبع جلب وتصنيع المواد المخدرة بقصد الاتجار، مع إعلان عدم حضور محامٍ يحضر إجراءات التحقيق.
تصريحات المتهم الأساسية
يصف المتهم نفسه بأنه كان يعمل عامل مطعم في دبي براتب 1400 درهم شهرياً، وأنه سافر إلى الإمارات في مارس 2023 لتلبية احتياجات أمه وأسرته في مصر بسبب المرض والتكاليف المرتبطة بها. وتذكر المحاضر أن علاقة قد نشأت مع سحر المصرية، وهي زوجة دريد العراقية الأصل، وتطورت مع الوقت عندما علم دريد بأن المتهم مصري. وفي أحد الأيام طلب منه دريد النزول إلى مصر لتوصيل شيء ضروري فوافق وأُعطي شنطة تحتوي على 12 زجاجة منظف ريداتير، وتلقى كل مرة 5000 جنيه مقابل المهمة. وبعد عودته إلى دبي استمر في تكرار السفر ثلاث مرات أسبوعياً وفق النمط نفسه، وكانت الشنطة الأولى تحتوي على منظف ريداتير مع 12 زجاجة وأكياس برتقالية وعلب بروتين. وعند فحص الجمارك تبين للمحققين أن المحتوى ليس منظفاً بل منظفاً بوتجازاً، فأكد له دريد أن يتم تحليل ما في الشنطة وأن المرة المقبلة سيُحلل المحتوى.
أنقله المتهم أن الدوامة استمرت فربما كان الهدف في المراحل التالية تصنيع مواد أكثر تعقيداً، فبعد ذلك تغيرت طبيعة الشحنات وتطور العمل ليصبح نقل المواد الخام من دبي إلى مصر في صورة عبوات متنوعة، وهذا ما استدعى توثيقاً أكثر تفصيلاً مع تفاصيل دقيقة حول المواد ومقاديرها وتخطيط الرحلات. كما أشار إلى أن دريد صار يطلب منه مشاهدة تجهيز المواد داخل الفندق قبل تسليمها، وأنه كان يشاهد خزائن الفندق وهو يجهز المواد ويضعها في الشنط قبل السفر.
نشأته ومساره التعليمي والوظيفي
يشرح المتهم خلفيته العائلية بأن أمه تزوجت من رجل آخر وأنجبت منه أبناء، ثم تطلقت من زوجها. كما ذكر أن والده كان متزوجاً من امرأة أخرى وأنجب منها ابناً آخر ثم انفصلا. تعرف والده على أمه وتزوجا وأنجبا المتهم وأخته، ثم عاشوا في بيت العائلة حتى ارتفاع الضغوط الاقتصادية ودخولهم في دوامة العمل. بدأ يعمل منذ الصف السادس الابتدائي لمساعدة الأسرة، حيث سافر إلى الإمارات للعمل في مارس 2023 كما عمل في مطاعم قبل أن يتعرف إلى دريد. درس في مدارس محافظة الشرقية ثم أكمل في الثانوية الصناعية قسم تبريد وتكييف، وتابع تعليمه بمعهد هندسة في العاشر من رمضان، ثم حصل على شهادة فني مساحة.
اشتغل المتهم في مسارات وظيفية متعددة منذ صغره، فبدأ في مخبز ثم درّس الزراعة ثم باع ملابس حريمي ثم خدم في الجيش، ثم عمل في شركة مقاولات بمدينة نصر، قبل أن يسافر إلى الإمارات للعمل ويتر في مطعم حيث التقى دريد. أشار إلى أن دخله الشهري بلغ نحو 400 ألف جنيه، وأنه كان يوازن بين العمل ورعاية والدته المريضة واحتياجات أسرته في مصر. كما أورد تفاصيل نفقاته الشخصية والأسريّة، مثل علاج والدته المصابة بالقدم السكري، وعلاج أخته المصابة بسرطان الجلد، ومصاريف المنزل وجمعيات ومصاريف أخرى مرتبطة بالتشطيب وتكاليف شخصية.
تفاصيل التمويل والنفقات
ذكر المتهم أن دخله الشهري يقدّر بنحو 400 ألف جنيه، وأنه يصرف أسبوعياً نحو 12 ألف جنيه لعلاج والدته المصابة بالقدم السكري، و10 آلاف جنيه شهرياً لعلاج أختيته المصابة بسرطان الجلد، إضافة إلى 8 آلاف جنيه كمصاريف منزلية، ثم يخصص 35 ألفاً شهرياً في جمعية، إضافة إلى 500 ألف جنيه كجهاز لأخته و50 ألفاً كتكاليف تشطيب لشقته. كما أشار إلى أنه لا يملك سوى شقة في بيت العائلة تعتبر ميراثاً عن جده، ويمتلك 250 ألف جنيه مدخرات في بطاقة أختي و750 ألف جنيه شهادة بنكية، وحسابه البنكي في بنك الأهلي فرع أولاد صقر.
المواد وطرق التخزين والتشغيل
وصف المتهم المواد التي كان ينقلها بأنها سائل شفاف ذو رائحة قوية يحرق الجلد، ومسحوق أبيض، ومساحيق بنكهة الفراولة والشوكولاتة والفانيليا. وأوضح أن مصادرها تأتي من الصين أو ماليزيا وتُشحن إلى الفندق في دبي، حيث يتم تخزينها في خزائن داخل الفندق، وهي غرفة كبيرة تحتوي على خزائن تشبه الدولاب طول كل منها نحو 1.5 متر وعرض نحو 1 متر، وتجاوز عددها تسع خزائن. وكان المتهم يقوم بتعبئة الزجاجات بسائل رائحته نفاذة وتعبئة المساحيق داخل أكياس برتقالية وعلب بروتين ثم إرسالها إلى مصر عبر أشخاص يختارهم دريد، حيث تبين لاحقاً أنها مواد خام لتصنيع مخدري “البودر” و”الشابو”.