المصري الذي سيغيّر مستقبل الحروب في العالم ويصنع القرار العسكري الاميريكي

عندما يقرر المصري أن يغيّر قواعد اللعبة العالمية… فالأمر لا يبقى مجرد شعار، بل يتحول إلى واقع يصنع التاريخ.
قد لا يكون اسم إميل جرجس مايكل معروفًا لكثيرين في مصر، لكنه في الولايات المتحدة اسم حاضر بقوة داخل دوائر النفوذ الاستراتيجي والتكنولوجي، من وادي السيليكون إلى ممرات وزارة الدفاع الأمريكية.
ابن القاهرة المولود في 19 سبتمبر 1972، لأسرة قبطية، هاجر في طفولته المبكرة إلى أمريكا بحثًا عن حياة أفضل، لكن الشاب القادم من بيئة مهاجرة بسيطة قرر ألا يكون مجرد رقم، بل صانع أرقام ومعادلات جديدة.
واليوم، في ديسمبر 2025، يقف إميل مايكل في موقع بالغ التأثير: وكيل وزارة الدفاع الأمريكية والمسؤول الأول عن التكنولوجيا العسكرية المتقدمة، وهو المنصب الذي تولاه رسميًا في 20 مايو 2025 بعد ترشيح الرئيس دونالد ترامب وتصديق مجلس الشيوخ.
هذا المنصب ليس منصبا بروتوكوليًا عاديًا، بل نقطة ارتكاز في رسم مستقبل الحروب ومعايير الردع العالمي، حيث يقود إميل جهود دمج الذكاء الاصطناعي في الاستراتيجيات الدفاعية، من خلال تطوير أنظمة التنبؤ بالتهديدات وتعزيز قدرات الاستخبارات والتحليل ورفع كفاءة القرار العسكري في زمن لا يعترف بالبطء.
يتولى الإشراف على تطوير الجيل الجديد من الأنظمة غير المأهولة والدفاع الصاروخي، سواء في مجال الطائرات المسيّرة أو منظومات الدفاع الجوي المتكامل، إضافة إلى دفع منظومة “الابتكار السريع” التي أصبح مديرًا مؤقتًا لها منذ أغسطس 2025. وإلى جانب ذلك، يدير واحدة من أخطر غرف العمليات السيبرانية في العالم، لحماية البنية الرقمية الأمريكية وتطوير أدوات هجومية دفاعية متقدمة في مواجهة التوترات المتزايدة مع روسيا والصين.
يمكن القول باختصار إن مصريًا مهاجرًا يدير اليوم أخطر غرفة عمليات تكنولوجية في العالم وأكثرها حساسية وتعقيدًا.
ولد إميل في القاهرة، وكانت اللغة العربية لغته الأولى، وقبل أن يكمل عامه الرابع بدأ حياته من جديد في مجتمع مختلف تمامًا عن ثقافته وهويته. تفوق دراسيًا مبكرًا، ودخل جامعة هارفارد عام 1990 لدراسة الحكومة، وتخرج بمرتبة الشرف في 1994. ثم حصل على الدكتوراه في القانون من جامعة ستانفورد، وهي المحطة التي فتحت أمامه أبواب عالم التكنولوجيا والاستثمار في الولايات المتحدة.
بدأ إميل مسيرته المهنية في مجال الاستشارات، قبل أن ينضم إلى إحدى الشركات الرائدة في مجال التعرف على الصوت، والتي استحوذت عليها مايكروسوفت عام 2007 مقابل 800 مليون دولار، في أول محطة نجاح كبرى له. لاحقًا، اختير ضمن برنامج زمالة البيت الأبيض، وخدم مساعدًا خاصًا لوزير الدفاع روبرت غيتس، وقضى فترة في أفغانستان وباكستان شارك خلالها في إعداد استراتيجيات الأمن خلال تلك المرحلة الحساسة.
أما محطته الأبرز فكانت مع شركة أوبر، حيث لعب دورًا بارزًا في جمع التمويلات التي دعمت التوسع العالمي للشركة، وقاد صفقات استراتيجية في الصين وروسيا. وبعد خروجه من أوبر، أسس شركته الخاصة للاستثمار في التكنولوجيا الناشئة، واستثمر في مجموعة من الشركات الابتكارية، قبل أن يعود إلى ساحة الحكومة الأمريكية مجددًا بترشيحه لمنصب وكيل وزارة الدفاع للتكنولوجيا والابتكار في ديسمبر 2024، ليتولى المنصب رسميًا في مايو 2025.
نجاح إميل مايكل لا يمثل قصة فردية فحسب، بل رسالة بأن العقل المصري قادر على اقتحام أكثر المواقع حساسية وتأثيرًا على مستوى العالم. من القاهرة إلى البنتاغون، ومن مقاعد الدراسة إلى قيادة مستقبل الذكاء العسكري، هي رحلة تثبت أن الطريق مفتوح لمن يحلم ويجتهد ويثابر.
هل كنتم تعرفون قصة إميل جرجس مايكل؟
وما هي قصص النجاح المصرية الأخرى التي تستحق أن تُروى؟