الجمعية الوطنية للدفاع عن الحقوق والحريات تصدر ميثاق حماية النساء والفتيات

أعلنت الجمعية الوطنية للدفاع عن الحقوق والحريات إطلاق ميثاق المبادئ العامة لحماية النساء والفتيات من العنف الرقمي بالتعاون مع عدد من المنظمات المصرية والعربية في مبادرة وطنية وإقليمية رائدة. يهدف الميثاق إلى تعزيز حماية النساء والفتيات في الفضاء الرقمي وضمان مشاركتهن الآمنة والمستقلة في المجتمع الرقمي، وفق أعلى المعايير الوطنية والدولية والإقليمية لحقوق الإنسان وحقوق المرأة. وتأتي هذه الخطوة كتعبير عن التزام الجمعية بحق النساء في العيش بحرية وكرامة والحماية من أشكال العنف والتمييز في الفضاءين العام والرقمي. ويضع الميثاق إطارًا واضحًا للمبادئ والأولويات التي يجب الالتزام بها من قبل الأفراد والكيانات الحكومية وغير الحكومية والمؤسسات الإعلامية والرقمية ومنظمات المجتمع المدني.
الإطار والهدف من الميثاق
أعلنت الجمعية أن الانطلاق يعكس التزام المجتمع بتمكين النساء والفتيات من المشاركة الآمنة في الأنشطة الرقمية دون تهديدات. وشددت على أن العنف الرقمي يشكل تهديدًا مباشرًا لسلامتهن النفسية والجسدية وكرامتهن وحقهن في التعبير والمشاركة. ويرتكز الميثاق على تشريعات وطنية نافذة والإعلان العالمي لحقوق الإنسان واتفاقيات حماية المرأة مثل سيداو وبروتوكول مابوتو والميثاق الإفريقي لحقوق الإنسان والشعوب.
المبادئ الأساسية للمِيثاق
يتضمن الميثاق 20 مادة رئيسية تغطي حماية النساء والفتيات رقميًا. من المحاور ضمان بيئة رقمية آمنة وصون الكرامة الإنسانية ومنع أي محتوى يمسها، وتطبيق سياسات صارمة للانتهاكات الرقمية. كما يركز على منع جميع أشكال العنف الرقمي بما فيها التحرش والابتزاز وخطاب الكراهية، مع وضع آليات للرصد والمساءلة القانونية.
يولي الميثاق اهتماماً خاصاً بحماية القاصرات والمدافعات عن حقوق الإنسان، مع توفير آليات تبليغ آمنة ودعم قانوني ونفسي وتقني للتصدي لأي انتهاك يستهدفهن. ويعزز الوعي الرقمي والأمن السيبراني عبر برامج تدريب وتوعية لتمكين النساء والفتيات من حماية بياناتهن ومعلوماتهن الشخصية والتصدي للهجمات. ويشترط أيضاً تطوير آليات تبليغ واستجابة شاملة مع الحفاظ على سرية المبلغة وتوفير التواصل المباشر مع السلطات عند الحاجة.
وتؤكد الوثيقة أهمية مواءمة السياسات والبرامج الرقمية للجهات المعنية مع منظور النوع الاجتماعي وفق بروتوكول مابوتو والمعايير الدولية والإقليمية. كما تدعو إلى تعزيز التعاون الوطني والإقليمي والدولي وتبادل الخبرات وتطوير برامج تدريب وبناء قدرات وإنشاء منصات لرصد العنف الإلكتروني وتقديم الدعم القانوني والنفسي والفني للناجيات. وتعزز الشراكة مع منصة ‘حكايات الجدة آمنة’ وعدد من المنظمات المصرية والعربية في سياق حماية المرأة رقميًا.
آليات التطبيق والتعاون
ويعتبر رئيس الجمعية أن الميثاق يشكل إطاراً حقوقياً وأخلاقياً شاملاً يلتزم به جميع الأطراف الحكومية وغير الحكومية والمؤسسات الإعلامية والرقمية. ويشدد على وجود آليات متابعة وتقييم دوري لضمان الالتزام بمبادئ الميثاق وتعزيز ثقافة حماية النساء والفتيات في الفضاء الرقمي. كما يؤكد أن الالتزام المؤسسي يحقق بيئة رقمية آمنة ومستدامة تدعم العدالة والمساواة وحقوق الإنسان وتتيح المشاركة بحرية وآمنة في المجتمع الرقمي.