مصر وإسبانيا تبحثان إقامة منتدى أعمال مشترك في 2026

أعلن عبد العزيز الشريف، وكيل أول الوزارة ورئيس التمثيل التجاري المصري، عن تنظيم سلسلة اجتماعات رسمية في مدريد ضمن إطار الزيارة إلى مملكة إسبانيا لحضور الدورة السابعة لمنتدى التجارة والاستثمار المنعقد تحت مظلة الاتحاد من أجل المتوسط. وتُعقد اللقاءات مع كبار المسؤولين الإسبان في العاصمة مدريد بهدف متابعة العلاقات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية وتوثيق التعاون بين البلدين. كما استُخدمت فعاليات المنتدى لإبراز نتائج الزيارتين الرئاسيتين الأخيرتين وتعزيز الزخم في الشراكة الثنائية.
لقاءات رفيعة في مدريد
التقى الشريف في مقر وزارة الاقتصاد الإسبانية بخوان لويس خيمينيو، المسؤول الدولي عن التجارة والاقتصاد ومسؤول ملف التعاون مع مصر، وبخافيير ألفاريز، نائب مساعد وزير أفريقيا والشرق الأوسط، بحضور أعضاء المكتب التجاري المصري. جرى خلال اللقاءين بحث مستجدات العلاقات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية وسبل تعزيزها بما يعكس عمق الشراكة القائمة. ولم يخرج أي تصريح عن طبيعة النتائج حتى الآن، لكن اللقاءات أكدت أهمية مواصلة التنسيق والتعاون بين الجانبين.
كما أُتيح لسفراء الأعمال المصريين والمتعاملين في قطاع التجارة فرصاً لاستعراض أولويات تعزيز التعاون، بما في ذلك تعزيز الحوار الاقتصادي وآليات العمل المشترك ضمن إطار منتدى الدورة القادمة. وتلخص الأطراف أن العلاقات الاقتصادية تشهد زخماً مستمراً يعزز فرص الاستثمار والتجارة بين البلدين. وتأتي هذه اللقاءات ضمن سلسلة نشاطات تقودها مصر في مدريد خلال حضور المنتدى.
أداء التبادل التجاري والاستثمار
أشار الشريف إلى أن إسبانيا تُعد من أهم الشركاء التجاريين لمصر في الاتحاد الأوروبي، وأن العلاقات الثنائية تشهد زخماً ملحوظاً عقب الزيارات الرسمية الأخيرة، بما في ذلك زيارة ملك إسبانيا إلى مصر وعقد منتدى أعمال مصري–إسباني شارك فيه كبار الشركات من الجانبين. ذكر أن صادرات مصر إلى إسبانيا بلغت نحو 1.68 مليار يورو خلال 2024، مع وصول الصادرات غير البترولية إلى أكثر من 1.47 مليار يورو. وبيّن أن الميزان التجاري حقق فائضاً بنحو 225 مليون يورو، وأن أبرز الصادرات تشمل الحديد والصلب، والوقود والزيوت المعدنية، والأسمدة، واللدائن، إضافة إلى الخضروات والفواكه.
وأكّد رئيس التمثيل التجاري المصري أن العلاقات الاقتصادية تسعى إلى دفع الاستثمار إلى مستويات أكثر تقدمًا، مع الإشارة إلى أن حجم الاستثمارات الإسبانية في مصر لا يزال دون المطلوب، حيث لا يتجاوز نحو مليار يورو. ودعا الشركات الإسبانية إلى ضخ مزيد من الاستثمارات والمشروعات الجديدة في السوق المصري، في ظل الفرص الواعدة والحوافز التي توفرها مصر. كما أشار إلى أهمية عقد اجتماع أول للحوار الاقتصادي المنبثق من مذكرة التفاهم الموقعة خلال زيارة الرئيس المصري إلى إسبانيا، بجانب اجتماع المجلس المصري–الإسباني للأعمال المعاد تشكيله، مع بحث إمكانية تنظيم حدث يضم الحوار الاقتصادي ومنتدى الأعمال خلال النصف الأول من 2026.
آفاق الحوار والفرص المستقبلية
وفي ختام الزيارة، عُقد اجتماع بين الشريف والسيدة مارتا بلانكو، رئيسة CEOE International باتحاد منظمات الأعمال الإسباني، حيث تم بحث مشاركة الاتحاد في فعاليات الحوار الاقتصادي والمنتدى المرتقب، مؤكداً الحرص على تعزيز الشراكة الاقتصادية. أعربت بلانكو عن تطلع الشركات الإسبانية إلى التوسع في السوق المصري، مؤكدة أن مصر تمثل شريكاً استراتيجياً لإسبانيا على المستويين الاقتصادي والتجاري. واتفق الطرفان على متابعة تنفيذ مبادرات مشتركة وتنسيق الجهود لدفع التعاون إلى آفاق أوسع في المستقبل القريب.