أسبوع الآلام: الأقباط يحيون ذكرى خيانة اليهود للمسيح… واللعنة التي خرّبت الهيكل!

تقرير خاص – صموئيل العشاي
في أقدس أسابيع السنة، يتوقف الزمن في الكنيسة القبطية، وتتجه القلوب إلى أورشليم حيث حدثت الخيانة، وانطلقت المؤامرة، وتحققت النبوءة القاسية: خراب الهيكل وسقوط الأمة التي أنكرت ابن الله!
أسبوع الآلام ليس مجرد تذكار، بل استدعاء حيّ لوجعٍ تاريخي ما زال محفورًا في وجدان الأقباط، حيث تتوالى الأحداث الجليلة، بدءًا من المعجزات وحتى الخيانة، ومن الغفران إلى الصلب، في رحلة إلهية نحو الفداء.
وفي هذا الأسبوع، يرفع الأقباط صلواتهم وهم يستحضرون خيانة اليهود للمسيح، تلك اللحظة الفاصلة التي استحقوا عليها اللعنة، حين نظر إلى أورشليم وقال: “هوذا بيتكم يُترك لكم خرابًا!”
إليك تسلسل الأيام المقدسة:
١٢ إبريل – سبت لعازر
المسيح يقيم لعازر من الموت بعد أربعة أيام من دفنه، في واحدة من أعظم معجزاته، تمهيدًا لدخوله أورشليم كملكٍ روحي لا يُقهر.
١٣ إبريل – أحد الشعانين
استقبال احتفالي بسعف النخيل، لكن القلوب كانت مزدوجة: رحّبت به كملك أرضي، ثم انقلبت عليه حين دعاهم إلى ملكوت لا يُرى.
١٤ إبريل – الإثنين: لعنة التين وفضح الهيكل
المسيح يلعن شجرة التين، رمز إسرائيل العقيمة، ثم يدخل الهيكل ليطرد التجار ويقلب الموائد، مُدينًا الانحراف الكهنوتي في بيت الله. لحظة فاصلة أغضبت قادة اليهود ودفعتهم لتخطيط نهايته.
١٥ إبريل – الثلاثاء: فخاخ اليهود
حاول الكتبة والفريسيون اصطياده بأسئلة سياسية خبيثة لإيقاعه في فخ أمام السلطة الرومانية، ففضح نواياهم بكلمة الحق.
١٦ إبريل – الأربعاء: خيانة يهوذا
اجتمع قادة اليهود في الظلام، وجاءهم يهوذا ليبيع معلمه بثلاثين من الفضة… الثمن الرخيص للخيانة العظمى.
١٧ إبريل – خميس العهد
المسيح يغسل أرجل تلاميذه، يعلّمهم الاتضاع، ويؤسس سر التناول في العشاء الأخير… وفي ذات الليلة، يقبض عليه الجنود بعد أن دلهم عليه يهوذا بقبلة مسمومة.
١٨ إبريل – الجمعة العظيمة
اليهود يصيحون: “اصلبه، دمه علينا وعلى أولادنا!”، فيحكم عليه بيلاطس رغم براءته، ويُصلب فوق الجلجثة، وتُغلق السماء، وتغمر الأرض ظلمة.
١٩ إبريل – سبت النور
بين الموت والقيامة، يسبح المؤمنون في صمت الرجاء، منتظرين فجرًا جديدًا يُنهي الألم ويبعث الحياة.
٢٠ إبريل – عيد القيامة
المسيح قام، والحجر تدحرج، والقبر فارغ! القيامة التي ينكرها اليهود هي صخرة الإيمان المسيحي، والبرهان الأبدي على انتصار النور على الظلمة.
إنه أسبوع لا يُنسى، حيث تتحول الكنيسة إلى موكب دموعٍ وصلاة، تتذكر فيه الأقباط أن خلاصهم جاء من قلب الألم، وأن الخيانة لم توقف الحب، بل صلبته ليُتمم النصر