أستاذ علوم سياسية: جولة الإعادة للنواب ترسم ملامح البرلمان النهائي

أعلن الدكتور كريم سيد عبد الرازق، أستاذ العلوم السياسية بجامعة الإسكندرية، أن جولة الإعادة للمرحلة الثانية من انتخابات مجلس النواب تكتسب أهمية استراتيجية كبرى، حيث يتنافس المرشحون على 101 مقعد فردي موزعين على 55 دائرة انتخابية عبر 13 محافظة. وأوضح في لقاء تحليلي في برنامج ستوديو إكسترا أن هذه الجولة ستحدد التوازنات النهائية داخل البناء التشريعي. وأشار إلى أن المرحلة السابقة أحصت حتى الآن 383 مقعداً، بما يمثل نحو 68% من الإجمالي، موزعة على القوائم والمراحل الأولى. وتوقع أن النتائج النهائية ستصدر في 10 يناير ليكتمل النصاب قبل جلسة افتتاح المجلس المقررة في 12 يناير 2026.

خريطة الأحزاب والمستقلين

عرض عبد الرازق أداء الأحزاب الكبرى، حيث يتصدر حزب مستقبل وطن المشهد بـ174 مقعداً حتى الآن، يليه حزب حماة الوطن بـ80 مقعداً، ثم الجبهة الوطنية بـ54 مقعداً، والشعب الجمهوري بـ18 مقعداً. وأشار إلى وجود ظاهرة المستقلين القوية، حيث يشارك 118 مرشحاً مستقلاً في جولة الإعادة الحالية، مما يبشر بتكوين برلماني متنوع يثري العمل النيابي.

نزاهة القضاء ووعي الجمهور

شدد الدكتور كريم عبد الرازق على أن الانتخابات شهدت عملية تطهير وغربلة بفضل الدور الحاسم للقضاء المصري والهيئة الوطنية للانتخابات. وأشار إلى أن أكثر من 600 طعن انتخابي تم تقديمها وتحويل العديد منها إلى محكمة النقض، وهو ما يعزز ثقة المواطن في نزاهة الصندوق. وأضاف أن وعي المواطنين ورفضهم لأي توجيه أو مال سياسي كان المحرك الأساسي لتصحيح المسار الانتخابي.

رؤية مستقبلية: ائتلافات وكتل شبابية

وفي ختام تصريحاته، دعا عبد الرازق إلى تبني مشروع وطني للوعي يهدف إلى تعزيز المشاركة السياسية، كما اقترح تشكيل ائتلافات سياسية قوية تحت قبة البرلمان تضم الأغلبية والمعارضة لضمان أداء تشريعي ورقابي فعال. وأكد أهمية وجود كتلة شبابية وكتلة للمرأة منظمة تعمل وفق استراتيجيات واضحة للتعبير عن قضايا المجتمع ونبض الشارع. وشدد أيضاً على أن التجربة البرلمانية القادمة ستشكل اختباراً حقيقياً لاختيارات الناخبين.