حسام صالح لـ dmc: ذكاء اصطناعي صار شريك خفي يشكّل وعي المستخدمين

أعلن حسام صالح، الرئيس التنفيذي للأعمال بالشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، أن الذكاء الاصطناعي لم يعد مجرد أداة تقنية بل أصبح شريكًا خفياً ملازمًا للمستخدم داخل هاتفه المحمول. وأوضح في لقاء تلفزيوني مع الإعلامي أسامة كمال في برنامج مساء دي إم سي على قناة دي إم سي أن أنظمة الذكاء الاصطناعي تتعلم طريقة تفكير المستخدم واهتماماته والمحتوى الذي يتابعه بهدف مخاطبته بشكل شخصي. قال إن لكل مستخدم وكيلًا خاصًا من الذكاء الاصطناعي يسعى دوماً لإرضائه وتوفير راحة مستمرة، كما أن نجاح النظام في رضاء المستخدم يعزز قدرته على جمع البيانات. كما أشار إلى أن هذه الأنظمة لا تعتمد فقط على البحث عبر الإنترنت بل تعمل من خلال خوارزميات ترصد سلوك المستخدم وتوسّع نطاق البحث تدريجيًا وفقًا لاهتماماته.
الاستخدامات اليومية والآثار الفردية
أوضح صالح أن بعض المستخدمين يعتمدون على الذكاء الاصطناعي في تفاصيل حياتهم اليومية مثل اختيار وصفات الطعام وتنظيم جداول العمل وتحديد الأولويات، إذ تقوم الأنظمة بترتيب المهام بما يتماشى مع نمط تفكير المستخدم نفسه. وأشار إلى أن الذكاء الاصطناعي يطور واجهات تفاعلية شخصية ويقترح خيارات تتناسب مع تفضيلات المستخدم، ما يجعل التجربة أكثر سلاسة. أضاف أن كل مستخدم يمتلك وكيلًا ذكاءً اصطناعياً يراقب تفضيلاته لتقديم توصيات وخدمات مخصصة. كما أكد أن الذكاء الاصطناعي ليس مجرد أداة بحث بل يكوّن تصورًا متكاملاً يعتمد على ما يظهر للمستخدم من محتوى وما يتفاعل معه.
المخاطر على الرأي العام والتفاعل الرقمي
وأشار إلى أن الخطر الحقيقي يكمن في قدرة هذه الأنظمة على توجيه الفكر بشكل غير مباشر عبر ربط آرائه بما شاهده المستخدم سابقًا على منصات مثل فيسبوك وتيك توك وإنستجرام، ما يؤدي إلى تكوين آراء عامة تتضخم تدريجيًا. وأوضح أن عدد الإعجابات وإعادة النشر لم يعد معياراً موضوعياً للأهمية، بل يدفع المستخدمين إلى تبني آراء شائعة لا تراعي الدقة. وحذر من أن إعادة نشر الأخبار دون التحقق من صحتها تصبح من أخطر ممارسات السوشيال ميديا عندما يتم توجيه الخبر ليناسب ميول المستخدم أو إضافة تعليقات تغير معناه الأصلي. وأكد أن هذا النوع من التفاعل قد يسبب أضراراً جسيمة للأفراد والمؤسسات معاً.
وأكد أن ما يُكتب على مواقع التواصل ليس حرية مطلقة؛ فالكثير من المستخدمين لا يستطيعون قول ما يكتبون علناً في الواقع، وهذا الانفلات اللفظي والنفسي ينعكس سلباً على المحتوى العام والمجتمع ككل. وتُشير هذه التصريحات إلى ضرورة تبني سلوك رقمي مسؤول ومسؤوليات مشتركة بين المستخدمين والمنصات. وتؤدي الممارسات غير الدقيقة إلى أضرار قد تطال الأفراد والمؤسسات على حد سواء.