ياسر الحفناوى: مصر تقرر حماية وحدة السودان حول زيارة البرهان

أكد النائب ياسر الحفناوي أن زيارة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان إلى القاهرة والبيان الرئاسي المصري يمثلان إعلاناً حاسماً سياسياً وأمنياً يعكس ثبات الموقف المصري تجاه الأزمة السودانية ويرفض أي مساعٍ لتفكيك السودان أو المساس بوحدته ومؤسساته. وأوضح أن اللغة الواضحة والحاسمة في البيان تعكس الانتقال من مرحلة التحذير إلى تثبيت خطوط حمراء مطلقة تتصدرها الحفاظ على وحدة السودان وسلامة أراضيه ورفض أي كيانات موازية تشكل تهديداً مباشراً لكيان الدولة السودانية. وأشار إلى أن تأكيد مصر على أن ما يجري في السودان يمس الأمن القومي المصري ليس مجرد موقف لفظي بل واقعاً مستنداً إلى حقائق جيوسياسية تبرز أن استقرار السودان عمقاً استراتيجياً لمصر، وأن أي مساعٍ لزعزعتها ستنعكس آثارها سلباً على أمن الحدود الجنوبية وعلى أمن البحر الأحمر والتوازنات الإقليمية في القرن الإفريقي وحوض النيل.

موقف القاهرة من الوحدة السودانية

أعلن الحفناوي أن البيان المصري أرسل رسالة واضحة إلى الأطراف الإقليمية والدولية مفادها أن وحدة السودان ليست محل تفاوض أو مقايضة، وأن القاهرة لن تقبل بسياسات الأمر الواقع أو محاولات فرض تقسيم جغرافي أو سياسي تحت أي اسم. وأكد أن الحفاظ على مؤسسات الدولة السودانية يشكل خط دفاع أساسي ضد الفوضى والانهيار الشامل. وأشار إلى أن دعم مصر لرؤية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإحلال السلام في السودان يعكس حرص القاهرة على توسيع الضغوط الدولية لوقف القتال والتوصل إلى هدنة إنسانية تضمن حماية المدنيين، خاصة في المناطق المتأثرة مثل الفاشر. كما لفت إلى أن استمرار مصر ضمن إطار رباعية الدولية يظهر دوراً قيادياً في تنسيق الجهود الدولية لمنع استغلال الملف السوداني لمصالح ضيقة على حساب الشعب السوداني ووحدة دولته.

وأضاف أن المباحثات بين الرئيس عبد الفتاح السيسي ورئيس مجلس السيادة السوداني ركزت على أوضاع حوض النيل والقرن الإفريقي، وهو ما يعكس أن مصر ترى الأزمة كجزء من منظومة أمن إقليمي متكاملة ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالأمن المائي وتدعو لرفض الإجراءات الأحادية في حوض النيل الأزرق. وأشار إلى أن ذلك يؤكد أن القاهرة تنظر إلى التطورات في السودان ضمن منظومة إقليمية أوسع تتصل بمصلحة الأمن المائي وتوازنات القرن الإفريقي وحوض النيل. وأكّد أن رسالة زيارة البرهان والبيان المصري تحمل حسمًا واضحًا بأن مصر ستظل داعماً للدولة السودانية ومؤسساتها الشرعية، ولن تسمح بتحويل السودان إلى ساحة للفوضى أو التقسيم.

وأشار إلى أن مصر ستواصل تحركاتها السياسية والدبلوماسية ضمن إطار الرباعية الدولية لحماية الأمن القومي العربي ودعم الشعب السوداني حتى استعادة الأمن والاستقرار الكامل. وأوضح أن الدعم المصري لا يقتصر على المستوى الكلامي وإنما يتضمن تقوية أدوات الضغط الدولية وتبادل الخبرات والمساعدات الإنسانية وفق المواثيق الدولية. وتؤكد القاهرة أن استقرار السودان ينعكس إيجاباً على الأمن الإقليمي وتفتح آفاق التعاون في مجالات مائية وأمنية واقتصادية مشتركة.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى