لجنة تحكيم أيام قرطاج تشرح غيابها عن حفل توزيع الجوائز

أعلنت المخرجة الفلسطينية نجوى نجار، رئيسة لجنة التحكيم الدولية لمهرجان قرطاج السينمائي، أن اللجنة اتخذت موقفاً واضحاً. وأوضح البيان أن مدير المهرجان محمد طارق بن شعبان وفريقه شكّلوا تشكيلة مدروسة من 14 فيلماً من أفريقيا والعالم العربي. وفي هذه الأوقات شديدة الظلمة، تذكّرنا أن قرطاج كان وما يزال فضاءً لحرية التفكير والتعبير والضمير. وأضاف البيان أن لجنة التحكيم درست الأفلام خلال خمسة أيام بعناية وبإحساس عميق بالمسؤولية.
خلفية القرار وموقف اللجنة
وخاضت اللجنة نقاشات مطوّلة وتفكّرت ملياً في اختلافات وجهات نظرها، واستغرقت مداولاتها النهائية أكثر من ست ساعات. وأشار البيان إلى أن أعضاء اللجنة اقتطعوا من أوقاتهم الشخصية والمهنية والعائلية للمهمة التطوعية. وتمت هذه المداولات بشكل جماعي، حيث صيغت حيثيات واضحة تشرح أسباب الاختيار وسلمت إلى إدارة مهرجان قرطاج في اليوم السابق لحفل الختام. وشدد البيان على أن المهرجان ظل وسيطاً وداعماً للحوار، مع نقل المخاوف بنية حسنة.
تطور الحوار والاقتراحات البديلة
صباح السبت تلقينا اتصالاً من إدارة المهرجان يفيد بأن إعلان الجوائز وتقديمها سيجري من قِبل أشخاص غير أعضاء لجنة التحكيم. فاجأنا ذلك، إذ تُعد هذه الممارسة غير معتادة في المهرجانات الدولية، فرفضنا الاقتراح. اقترحنا حلاً بديلًا يتيح الاطلاع مسبقاً على حيثياتنا المكتوبة، وأن يتولى أعضاء اللجنة تقديمها، بينما يتسلم الضيوف الجوائز إذا كان الهدف صعود أشخاص بعينهم. دُعيت اللجنة إلى بروفة في دار الأوبرا، وأُبلغنا صراحة بأننا أحرار في اختيار الطريقة التي نقدم بها الحيثيات والجوائز.
النتيجة والالتزام بالمبادئ
في الساعة 19:30 تلقينا اتصالاً آخر يفيد بأننا عدنا إلى نقطة البداية وأن الجوائز ستُسلّم من قِبل أشخاص غير أعضاء اللجنة ولن تُقرأ حيثياتنا. أبلغناهم بأن هذا القرار قد يدفعنا إلى الغياب ونطالب بنقل موقفنا إلى الأطراف المعنية للوصول إلى تسوية. بعد دقائق جاء اتصال يؤكّد عدم حدوث أي تغيير. بقينا في بهو الفندق حتى الساعة 21:15 أملاً في استمرار الحوار، إلا أنه لم يرد اتصال إضافي. اتخذت اللجنة بالإجماع قراراً بالغ الصعوبة بعدم حضور الحفل، تعبيراً عن احترام دورها ومسؤوليتها الأخلاقية.