صموئيل العشاي يكتب رئيس الوزراء المسؤول الاول عن كارثة قريتي بأسيوط .. والبرلمان عاجز عن حماية اهلنا هناك

في الوقت الذي يحتفل فيه العالم ببهجة أعياد الميلاد ورأس السنه، تحولت قرية كيمان سعيد التابعة لمجمع قرى أولاد إلياس بمركز صدفا في محافظة أسيوط إلى مسرح لكارثة إنسانية مرعبة.

ثلاث منازل انهارت فجأة على رؤوس ساكنيها، محاصرة خمسة أشخاص تحت الأنقاض، ومسببة إصابات خطيرة لهم جميعاً. تمكنت قوات الحماية المدنية من إنقاذهم بعد ساعات من الجهد الشاق، لكن السؤال يظل قائماً: كيف سمحت الدولة بوقوع هذه الانهيارات رغم صدور قرارات إزالة سابقة لتلك المباني الآيلة للسقوط؟

الدكتور مدبولي، أنت المسؤول الأول عن حياة المواطنين، وهذه الكارثة ليست حادثاً معزولاً، بل جزء من سلسلة من الانهيارات في المناطق الريفية الناتجة عن الإهمال المزمن والفساد في الرقابة المحلية. المنازل المبنية بالطوب الأحمر والمكونة من ثلاثة طوابق كانت معروفة بخطورتها، ومع ذلك، لم يتم تنفيذ قرارات الإزالة.

أين الجهات المسؤولة؟ أين التمويل لإعادة بناء مساكن آمنة للفقراء في هذه القرى المهمشة؟ هذه ليست مجرد أنقاض حجارة، بل أرواح بشرية كادت تذهب ضحية لتقصير الدولة!

لكن الأكثر إثارة للغضب هو صمت أعضاء المجالس النيابية، هؤلاء النواب الذين يدعون تمثيل الشعب! أين هم من شرح هذه المشكلة المتكررة؟ لم يحاول أحدهم رفع صوته في البرلمان، أو تقديم استجواب للحكومة، أو حتى زيارة الموقع للوقوف على الواقع.

نواب أسيوط، الذين يتقاضون رواتب ضخمة من أموال الشعب، يتجاهلون كارثة في دوائرهم الانتخابية، وكأن الأمر لا يعنيهم. هل هم مشغولون بصفقاتهم الخاصة أم بتصريحاتهم الجوفاء على وسائل التواصل؟ هذا الصمت المدوي هو خيانة للناخبين، ودليل على فشل التمثيل النيابي في مصر.

يا نواب، أنتم لستم سوى ديكور في قاعات البرلمان، غير قادرين على مواجهة مشكلات حقيقية مثل تهالك المباني في الريف!

سيادة رئيس الوزراء، أطالبك بتدخل فوري: أمر بتحقيق عاجل في أسباب الانهيار، وتعويض المتضررين، وبرنامج وطني لإعادة تأهيل المنازل المهددة في أسيوط وغيرها. لا تدع النواب يفلتون من المساءلة؛ اجعلهم يشرحون تقصيرهم أمام الشعب. إن لم تتحرك الحكومة الآن، فسيستمر سقوط المنازل… وسقوط الثقة في الدولة كلها!

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى