خيرية ورجائي… حين يصير الاحتفال بالكريسماس حياة مع حبيب رحل

صموئيل العشاي يكتب:
في الأعياد، المسيحية قبل الإسلامية، لا تقيس خيرية شعلان ام الصحفيين هكذا يطلقون عليها في نقابة الصحفيين ، الفرحة بزينة رمضان او شجرة الكريسماس، تتعبد خيرية الي الله بدين الحب، هي صحفية مصرية مسلمة من جذور صعيدية.
تعيش خيرية وتعلم أبناءها من الصحفيين، ان الحب ينبع من الداخل للعالم كله، وتحتفل بالكريسماس قبل رمضان وتبتهج عندما يتصادف الأعياد المسيحية والإسلامية معا.
بالأمس احتفلت خيرية شعلان بالكريسماس وهى ليست مجرد مناسبة عابرة، بل موعدٌ مع الذاكرة، ونافذة رجاء تُفتح على الحب الذي لا يشيخ ولا يموت.
رجائي الميرغني، الصحفي والنقابي الراحل، لم يكن اسمًا في سجلات النقابة فقط، بل روحًا حاضرة في ضمير الصحافة. لعب أدوارًا مهنية ونقابية حاسمة في لحظات صعبة من تاريخ نقابة الصحفيين، وكان صوته ثابتًا حين ارتجفت الأصوات، وحكيمًا حين احتاجت الأزمات إلى حكمة الرجال. رحل الجسد، وبقي الأثر؛ بقيت السيرة التي لا تُختصر، وبقي الحب الذي لا يغادر.
ورغم الرحيل، تظل خيرية – الصحفية – في وكالة أنباء الشرق الأوسط—تكتب. تكتب لأن الكتابة طريقتها في إعادة ترتيب الغياب ليصير حضورًا. تدوّن مشاهدها مع رجائي، لا بوصفها حكاياتٍ مضت، بل بوصفها حياةً مستمرة، تتجدّد كلما مرّ طيفه، وكلما ابتسمت ذكرى، وكلما اجتمع الأحبة حول ما تركه من نور.
وفي صورةٍ أمام شجرة الكريسماس، جمعت خيرية مع رجائي. لم تكن الصورة حنينًا فقط، بل إعلانًا عن انتصار الحب على الموت . الشجرة تلمع، والذكريات أكثر لمعانًا؛ والزينة تُعلّق على الأغصان، بينما الأمل يُعلّق في القلب. هناك، أمام الشجرة، صار الغياب أقل قسوة، وصار اللقاء ممكنًا—ولو في مساحة الروح.
الكريسماس عند خيرية ليس احتفالًا بالفرح وحده، بل احتفال بالوفاء. هو رجاءٌ بأن من أحببناهم لم يموتوا بل يعيشون معنا، وأن الذين صنعوا المعنى في حياتنا يعودون إلينا كلما احتجنا الطمأنينة. هو يقينٌ بأن المحبة، حين تكون صادقة، تتجاوز حدود الزمن والجسد.
هكذا تكتب خيرية، وهكذا تحتفل: لا تُنكر الوجع، لكنها تُقهره بالحب. لا تتجاهل الرحيل، لكنها تُعيد كتابة مواعيد اللقاءً. وفي كل كلمة، تقول لنا إن الكريسماس الحقيقي هو أن نتذكر، وأن نرجو، وأن نحب—حتى آخر الضوء.