في ذكرى وفاته: سبب دفن يوسف فخر الدين بمقابر اليونان

برز يوسف فخر الدين كأحد أبرز نجوم الزمن الجميل في السينما المصرية، ليس فقط بملامحه الأوروبية وأناخته اللافتة بل بحضوره الهادئ أمام الكاميرا. كان فنانًا يترك أثره من دون صخب، فيعيد تشكيل حضور الشاشة بتأنٍ وعمق. نشأ في أسرة شديدة الانضباط وتربّى تربية صارمة، وهو ما انعكس على شخصيته المتحفظة رغم جاذبية ظهوره. تظل هذه العناصر جزءًا من الصورة التي ميزت مسيرته الفنية وأضفت إليها طابعًا خاصًا.
المسيرة الفنية
على الشاشة جسد أدوار الشاب الأرستقراطي المدلل والعاشق الرومانسي. شارك كبار نجمات عصره مثل زبيدة ثروت ونادية لطفي وسعاد حسني، ونجح في فرض حضوره ضمن البطولات الجماعية. لم يحصل أبدًا على البطولة المطلقة، لكنه ظل عنصرًا أساسيًا في الأعمال التي شهدت ذروة الإنتاج. كان هذا المسار يعكس قدرةً فنية على التوازن بين الحضور والتكامل مع فرق العمل.
الحياة الشخصية والتحديات
بدأت مسيرته الفنية في خمسينيات القرن الماضي عندما رشّته شقيقته الكبرى مريم فخر الدين لأول أعماله، فشاركها التمثيل في فيلم “رحلة غرامية” عام 1957. كان يختار أدوار الشاب الأرستقراطي المدلل والعاشق الرومانسي. واجه مآسي شخصية منها فقدان زوجته في حادث سيارة ما أدى إلى اكتئاب عميق. في نهاية المطاف اختار الابتعاد عن الأضواء والانتقال للعيش في اليونان مع زوجة يونانية.
الوفاة والدفن
توفي يوسف فخر الدين في اليونان ودفن في أثينا، بمقابر المسيحيين بسبب غياب مقابر المسلمين آنذاك. يصادف ذكرى وفاته 27 ديسمبر من كل عام. تعكس هذه النهاية المفارقة مسيرته التي عاشها بين عالمين، أحدهما الفن والآخر الحياة الشخصية المعذبة. ترك إرثًا فنيًا غنيًا يظل شاهدًا على أن الأناقة والهدوء يمكن أن يتركا أثرًا خالدًا في تاريخ السينما العربية.