الفضة تسجل تاريخاً جديداً في 2025 بمكاسب 150%

أعلنت أسواق المال في عام 2025 تحولات غير مسبوقة، وكان أبرزها الصعود التاريخي لأسعار الفضة. فرضت الفضة نفسها كأحد أفضل الأصول أداءً خلال العام، متقدمة على غالبية أدوات الاستثمار التقليدية ومتجاوزة أداء الذهب في فترات عديدة. جاء هذا التحول في سياق تغيّر هيكلي في السوق وارتفاع جاذبية المعدن كخيار استثماري رئيسي. ركز المحللون على أن العوامل الاقتصادية والمالية طوال العام أسهمت في دعم الاتجاه الصعودي.
عوامل المحرك الأساسية
بدأت الفضة موجة صعود قوية منذ بداية 2025 مدفوعة بتغيرات هيكلية في السوق، حيث تجاوزت الارتفاعات 150% على أساس سنوي وتتابعت بنحو 9 أشهر من الارتفاع. وأشار تقرير تحليلي صادر عن جهة متخصصة في تداول المعادن إلى أن الفضة سجلت أعلى مستوى تاريخي لها عند 77.1 دولار للأونصة بنهاية الأسبوع. لعب الطلب الاستثماري دورًا محوريًا في دفع الأسعار إلى مستويات قياسية، حيث سجلت صناديق الاستثمار المتداولة المدعومة بالفضة تدفقات صافية قوية في 2025 بلغت 95 مليون أونصة في النصف الأول من العام، ليرتفع إجمالي الحيازية إلى 1.13 مليار أونصة. كما ساهم التصنيف الحكومي الأمريكي للفضة كمعدن حيوي في تعزيز ثقة المستثمرين وزيادة الطلب الصناعي عليها، خصوصًا في مجالات الطاقة المتجددة والتكنولوجيا المتقدمة.
إلى جانب الطلب الاستثماري، نما الطلب الصناعي على الفضة في 2025 ووصل إلى مستويات قياسية، حيث شكل نحو 60% من الطلب العالمي الإجمالي الذي تجاوز 1.1 مليار أونصة. واجه العرض من الفضة تحديات كبيرة زادت مخاوف نقص الإمدادات وتوافر المخزون، وهو ما دعم الأسعار وخلق مستويات تكلفة أعلى للإنتاج الصناعي. بلغ سعر الفضة ذروته في ديسمبر 2025 مع تعاظم المخاوف من تباطؤ النمو الاقتصادي العالمي وتزايد التوقعات بخفض أسعار الفائدة من قبل البنوك المركزية الكبرى، خاصة الاحتياطي الفيدرالي الأميركي. تواصلت التدفقات الاستثمارية إلى صناديق الفضة المدعومة بالاستثمار في النصف الأول من العام بمستويات قوية، محافظةً على مسارها الصاعد وتحويل الحيازات إلى أرقام قياسية.