كوكب الشرق بنت البلد: لماذا رفضت أم كلثوم حضور فرح ابن زوجها؟

تؤكد هذه السيرة الفنية أن أم كلثوم صوت استثنائي وقامة غنائية توازن بين الهيبة والبساطة. خرجت من قرية طماي الزهايرة حاملة روح الفلاحة المصرية الأصيلة. لم تتبدل صورتها في عيون الجمهور، فكان يُنظر إليها كفنانة الشعب القريبة منهم، حتى حين تقف على عروش الغناء في أرقى عواصم العالم. ظل ارتباطها بالجذور واضحاً في كل عمل وفي كل موقف.
أصولها وتواصلها مع الناس
تؤكد أم كلثوم أن جذورها المصرية هي الأساس في شخصيتها الفنية. خرجت من قرية بسيطة وتحملت هموم الفلاحين وتقاليدهم، فظل ارتباطها بالجمهور قوياً في كل ظهور. لم يرها الجمهور يومًا سيدة متعالية بل فنانة شعبية تقرب الناس إليها وتمنحهم إحساساً بأنهم شركاء في النيل المصري.
وتروي الحكايات أن أم كلثوم رفضت حضور فرح ابن زوجها لأنها لا تريد سرقة فرحة الأم في تلك الليلة، وتؤكد أنها ستزور العائلة لاحقاً في وقت مناسب. هذه اللقطة تعكس حرصها على مشاعر الآخرين وعدم التصدر في كل مناسبة. وتؤكد المساعدة أن توازنها في التعامل مع الناس يجعل حضورها أمراً محسوباً لا يتجاوز حدود الاحترام.
التوازن بين العظمة والتواضع
تعرف أم كلثوم متى تتقدم ومتى تتأخر، وتدرك أن حضورها في بعض المناسبات يفرضه الواجب وفي غيرها يتحقق الاحترام بتجنب الظهور بلا ضوابط. وتظهر الشهادات أن حضورها كان محسوماً وليس عودةً إلى الظهور بلا ضوابط. وتبرز هذه المواقف صورة فنانة الشعب التي تقترب من الناس وتراعي مشاعرهم وتتعامل مع الشهرة بمسؤولية.
بتلك العناصر تظل أم كلثوم نموذجاً في التوازن بين العظمة والالتزام بالجذور. يستمر صوتها كدليل على أن الفن يمكن أن يكون قوياً ومسؤولاً في الوقت نفسه. وتظل قيمها مصدر إلهام للفنانين والجمهور على حد سواء.