مواقف من حياة أم كلثوم: كريمة وبنت بلد لا يستغفلها أحد

تؤكد مجلة الكواكب في عدد صدر عام 1951 أن أم كلثوم كريمة إلى أبعد حدود، وأن المقربين منها أكدوا ذلك الرأي. أشارت المجلة إلى أنها إذا دعت مجموعة من زملائها إلى الغداء أو العشاء في بيتها تصر أن يأكل الجميع من كل الأصناف وتعتبر ترك بقايا الطعام على المائدة إهانة كبيرة لها. وتذكر المجلة أن منزلها كان يمتلئ بالحركة خلال شهر رمضان، حيث تلتقي كافة أفراد الأسرة كل ليلة على مائدة الإفطار وتناقش معهم في الأدب والفن. كما ذكرت المجلة أنها تخصص مرتبات ثابتة شهرياً لعائلات الفنانين الذين ساعدوها في بدايتها الفنية، وتحرص على إخفاء أسماء هؤلاء الفنانين.

كرم أم كلثوم وتقاليد الضيافة

أبغضت أم كلثوم دفع بقشيش للخدم، وتعتبر هذه العادة جلبها الاستعمار معها لتسهيل إذلالنا. وتؤكد الروايات أن موقفها هذا يعكس حرصاً على كرامة العاملين وتجنباً لأي شكل من أشكال الاستغلال. كما يظهر هذا الموقف جانباً من شخصيتها المرتبطة بالاحترام والتقدير للناس وعدم السماح باستغلالهم في بيئاتها.

مواقف من حياة فنية

روت مصطفى أمين موقفاً قبل ثورة 23 يوليو 1952 يعكس حدة شخصيتها في التعامل مع الطلبات المالية. أخبره أحد أفراد فرقة أم كلثوم، الذي كان يعمل معها منذ 15 عاماً، أنه طلب منها قرضاً قدره 5 جنيهات لأنه ليس لديه قرش لإعاشة أولاده، فرفضت قائلة: “لأنى بخيلة” ثم أضافت وهي تضحك: “من مصلحتي أن يقول الناس عني بخيلة حتى يبتعد عني النصابون والأفاقون”. ولحقت الحكاية بأن الموسيقي خسر 300 جنيه على مائدة القمار، فقررت أم كلثوم أن تعلّمه درساً في الخسارة عبر إرسال 50 جنيهاً إلى زوجة العازف عبر سائقها، بشرط ألا يخبر الزوج، وتتركه يذوق مرارة العقاب.

وعن موقف الإعلامية نجوى إبراهيم، ذكرت أن اللقاء الذي أجرته مع أم كلثوم قبل حفلها في تونس كشف حرص الكوكب على الأصول والتقاليد. أثناء الحوار طلبت أم كلثوم من نجوى اختيار فستان مناسب للتلفزيون، وتبادلت معها الحديث ثم تقرّبت منها حتى دعتها لزيارة منزلها. ومنحتها هدية عبارة عن صفائح من التونة وزن كل منها 6–7 كيلوغرامات لتوزيعها على أقاربها، وهو ما يعكس ارتباطها بطباع الريف وبولاد البلد.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى