اعترافات غير منطقية ودليل ينفي الجريمة.. دفاع المتهم يطلب البراءة

أعلنت المحامية عزة عبد الفضيل، المنتدبة عن المتهم في قضية أطفال اللبيني المعروفة إعلاميًا بـ«أطفال فيصل»، مرافعتها أمام محكمة جنايات الجيزة بأن الاعتراف المنسوب إلى موكلها غير منطقي ومتعارض مع الدليل الفني. وتابعت أن المحاكمة جرت في ثاني جلساتها داخل دائرة الهرم عند الكيلو 10.5 طريق مصر–الإسكندرية الصحراوي، وسط متابعة دقيقة من هيئة الدفاع. كما أشارت إلى طلبها ببراءة المتهم مستندة إلى خلو أحشاء المجني عليهم من حبوب الغلة الحمراء وعدم وجود دافع واضح للقتل، وانتفاء صلة المتهم بمقطع الفيديو لطفل ملقى في مياه المصرف.
وفي السياق ذاته، تقدم المحامي محمد كساب عن ورثة أسرة الأطفال ووالدتهم بادعاء مدني مؤقت بمبلغ مليون جنيه أمام هيئة المحكمة كإجراء لإثبات حضورهم. وانضم هذا الطلب إلى طلبات النيابة العامة بتوقيع القصاص العادل على المتهم تحقيقًا للعدالة وردًا لحق الأطفال الضحايا. كما أحلت النيابة العامة صاحب محل أدوية بيطرية المتهم الرئيسي وشريكه العامل لديه إلى محكمة الجنايات.
مواجهة المتهم بالتحريات وتقارير الطب الشرعي
واستلمت نيابة الجيزة الكلية تقرير مصلحة الطب الشرعي المتعلق بقتل السيدة وأطفالها الثلاثة تمهيدًا لاستكمال إجراءات التحقيق. وخلال جلسات التحقيق الأخيرة، واجهت النيابة المتهم بتحريات المباحث وتقارير الطب الشرعي التي كشفت تفاصيل جديدة حول الواقعة. وأمرت باستكمال مناقشة المتهم بشأن اعترافاته ودوافعه الحقيقية وكيفية تنفيذ الجريمة داخل الشقة التي يملكها. كما دُعي إلى إجراء مراجعة دقيقة للتقارير والتوثيق القانوني للوقائع.
فحص الهاتف والتحريات التكميلية
أمرت النيابة بفحص الهاتف المحمول الخاص بالمتهم للكشف عن وجود مكالمات أو رسائل متبادلة بينه وبين المجني عليها، أو أي محادثات تكشف وجود خلافات سابقة أو ترتيبات سبقت الجريمة. كما طلبت إعداد تحريات تكميلية من المباحث الجنائية حول العلاقة التي جمعت المتهم بالمجني عليها وظروف تواجدها بالشقة التي يملكها. وبحسب ما توصلت إليه تحريات المباحث وتقارير الطب الشرعي المبدئية، فإن المتهم استغل عمله في الأدوية البيطرية وحصل على مادة سامة قوية التأثير وخلطها في كوب عصير ثم قدمها للمجني عليها في يوم 21 من الشهر الجاري. وأوضحت التحريات أن الضحية نُقلت إلى المستشفى مدعيًا أنها زوجته وسجل بياناته باسم مستعار ثم غادر المكان بعد وفاتها دون إبلاغ أسرته أو الجهات المختصة.
الجريمة المتكررة وآثارها
كشفت التحريات أن المتهم قرر القضاء على الأطفال الثلاثة بالطريقة نفسها، فأصطحبهم في نزهة وقدم لهم عصائر ملوثة بالمادة السامة. رفض أحد الأطفال تناول العصير فألقاه في مجرى مائي بمنطقة الأهرام، وعثر لاحقًا على جثة أحدهم، بينما توفي الآخران بعد نقلهما إلى المستشفى. وقد رصدت التحريات تأثير الحادث على الأسرة وعلى سير العدالة.
اعترافات والدافع الانتقام
وفي استجوابه أمام النيابة، أقر المتهم بارتكاب الواقعة مؤكدًا أن خلافات نشبت بينه وبين المجني عليها أثناء إقامتها في الشقة المستأجرة التي يملكها فقرر التخلص منها ومن أطفالها انتقامًا منها. وأوضح أن الدافع كان خلافات شخصية ولا صلة تربطه بالمجني عليهم. وتبقى هذه الاعترافات جزءًا من إجراءات التحقيق وتحديدًا في إطار المحاكمة المعنية.