غدًا الاثنين.. مصر تحتفل بعيد الفطر وسط أجواء المحبة بين المسلمين والأقباط

تستعد مصر غدًا الاثنين للاحتفال بعيد الفطر المبارك، في أجواء يسودها الفرح والتآخي بين جميع أبناء الوطن، حيث يحرص المسلمون والأقباط على تبادل التهاني ومشاركة الفرحة في تقليد مصري أصيل يعكس وحدة الشعب المصري وترابطه الفريد. وكما جرت العادة في الأعياد السابقة، كان الأقباط دائمًا جزءًا من احتفالات العيد، مقدمين التهاني والمشاركة في مظاهر الفرح، مما يؤكد أن المناسبات الدينية في مصر تتحول إلى أعياد وطنية يتشارك فيها الجميع.

ذكريات أعياد مضت.. مشاهد تتجدد كل عام

في كل عيد تتجسد روح المحبة بين المصريين في العديد من المواقف والقصص التي تعكس عمق الترابط الاجتماعي. ففي عيد الفطر الماضي، شهدت محافظة المنيا مشهدًا مؤثرًا عندما قام عدد من الشباب الأقباط بتوزيع الحلوى والمياه على المصلين بعد خروجهم من صلاة العيد، وهم يرددون التهاني بابتسامات.

وفي أسيوط، اعتاد القساوسة على تقديم التهاني إلى مشايخ الأزهر والأوقاف، تعبيرًا عن التآخي الوطني الذي يجمع المصريين، وهو ما حدث في أحد الأعياد السابقة عندما زار القمص بولس عويضة مسجد ناصر الكبير لتهنئة المسلمين عقب الصلاة، فاستقبله الحضور بالترحاب، واحتشد الجميع في لقطات تعكس التعايش الحقيقي.

أما في الإسكندرية، فقد كان أحد المواقف اللافتة قبل عدة سنوات، عندما قام أحد الأقباط، ويدعى جرجس وهيب، بدعوة أصدقائه المسلمين إلى كنيسة العذراء لتناول كعك العيد، قائلًا: “كما تأتون إلينا في عيد الميلاد، نحن اليوم نحتفل معكم بعيد الفطر”، في صورة أكدت عمق العلاقات بين أبناء الوطن الواحد.

ومع اقتراب أول أيام العيد، تستعد الحدائق والمتنزهات لاستقبال العائلات التي تحتفل معًا، كما اعتاد المصريون في الأعياد السابقة. ففي حي شبرا بالقاهرة، المعروف بتنوعه الديني، يشهد العيد دائمًا لقاءات ودية بين الجيران المسلمين والمسيحيين، حيث تتبادل الأسر أطباق الكعك والبسكويت، ويتسابق الأطفال المسلمون والمسيحيون في اللعب معًا في الشوارع، وكأنهم أبناء عائلة واحدة.

وفي بني سويف، يحرص أحد الأقباط كل عام على تقديم الهدايا للأطفال المسلمين في العيد، حيث يضع في منزله صندوقًا مليئًا بالحلوى والبالونات، ليأخذ منها الأطفال المارة، في لفتة جميلة تؤكد أن العيد في مصر ليس حكرًا على أحد، بل هو فرحة مشتركة.

رسائل الحب من الكنائس إلى المساجد

ومع حلول عيد الفطر، تعلو أصوات التهاني من الكنائس إلى المساجد، حيث يحرص البابا تواضروس الثاني على تهنئة المصريين المسلمين بهذه المناسبة، مؤكدًا أن المحبة هي الأساس الذي يجمع أبناء الوطن. وفي أحد الأعياد السابقة، قال البابا في تهنئته: “العيد فرحة للجميع، ونحن نشارك إخوتنا المسلمين في سعادتهم، كما يشاركوننا في أعيادنا”.

مصر.. نموذج فريد في التعايش

لا يمر عيد في مصر إلا وتجددت هذه المشاهد التي تؤكد أن التلاحم الوطني ليس مجرد شعارات، بل هو أسلوب حياة تعكسه تصرفات المصريين في مناسباتهم الدينية. وغدًا، كما في كل عام، سيثبت الشعب المصري مرة أخرى أنه قادر على تجاوز أي اختلافات، وأن المحبة بين أبنائه أقوى من أي تحديات.

عيد فطر سعيد على مصر وشعبها، مسلمين وأقباطًا، في وطن تتجدد فيه الفرحة كل عام بوحدته وتماسكه.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى