لقاء الأشقاء: مصر والكويت

بقلم: محمد دنيا
في زيارة رسمية قام بها فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي – حفظه الله ورعاه – إلى كلٍّ من دولة قطر ودولة الكويت الشقيقة، مكث الرئيس في قطر يومين، وشدد خلالها على رفض تهجير الفلسطينيين، وأكد على أهمية إعادة الإعمار، وضرورة التوصل إلى حل الدولتين.
ثم توجّه فخامته إلى أرض الكويت، تلك الأرض الطيبة العريقة، التي يُعرف شعبها بالكرم والضيافة وحبّ السلام والتقدم والازدهار. شعبٌ يعمل بصدق وتفانٍ وذكاءٍ من أجل وطنه.
وما إن هبطت طائرة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي في أرض الكويت، حتى حظي باستقبال رسمي وشعبي حافل، وكان في مقدمة مستقبليه أمير دولة الكويت، صاحب السمو الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح – أعزّه الله وحفظه.
وانطلق الموكب الرسمي، حيث اصطفّ المواطنون الكويتيون على جانبي الطريق، يحيّون الرئيس السيسي بالبسمات الصادقة والتحايا القلبية، في مشهد جسّد عمق المحبة بين الشعبين الشقيقين، المصري والكويتي، الذين تجمع بينهما روابط تاريخية راسخة من الأخوّة والمودة.
لقد عبّرت زيارة فخامة الرئيس السيسي إلى دولة الكويت عن المحبة الصادقة والتلاحم الحقيقي بين البلدين، وأكّد الجانبان خلال اللقاءات الرسمية دعمهما الكامل للقضية الفلسطينية، إضافة إلى توافقهما في ملفات اقتصادية واستراتيجية عدّة، مما جعل من هذه القمة الثنائية لقاءً ناجحاً بكل المقاييس.
ويتميّز الشعب الكويتي بصفات أصيلة، منها الشجاعة والإقدام، والسعي المستمر نحو التطور في مختلف مجالات الحياة، والإيثار من أجل الوطن – وهي ذات الصفات التي يتحلّى بها الشعب المصري العظيم. كما تجمع بين الشعبين روابط اجتماعية واقتصادية وسياسية وثقافية تتنامى وتتوطّد مع مرور الزمن، بفضل الصدق والمحبة والعطاء المتبادل.
ولا ننسى أن مصر، في عهد الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، كانت أول دولة تهنئ الكويت بحصولها على الاستقلال في ستينيات القرن الماضي، وأنشأت “البيت الكويتي” لاستقبال الطلبة الكويتيين الوافدين للدراسة في الأزهر الشريف، كما ساهم الفنان زكي طليمات في تأسيس المسرح العربي في الكويت، ما يعكس عمق التبادل الثقافي بين البلدين منذ ذلك الحين.
وفي مواجهة العدوان الثلاثي على مصر عام 1956، ساندت الكويت مصر اقتصاديًا، وفي حرب أكتوبر المجيدة عام 1973، أرسلت الكويت “لواء اليرموك” بكامل عتاده، بالإضافة إلى سرب من الطائرات للمشاركة في الحرب إلى جانب الجيش المصري، وقدّمت الكويت شهداء أبرار – رحمهم الله – فداءً لقضية العروبة والكرامة، كما امتنعت عن تصدير النفط إلى حلفاء العدو حتى تحقق النصر.
وفي عام 1990، عندما اجتاح العراق أرض الكويت، كانت مصر ضمن التحالف الدولي لتحرير الكويت، وقدمت الشهداء الأبرار في سبيل دعم الأشقاء.
ولا يمكن أن ننسى موقف الكويت المشرف والداعم لمصر في أعقاب ثورة 30 يونيو 2013، حيث قدّمت الدعم السياسي والاقتصادي لمصر في مرحلة مفصلية من تاريخها.
وعلى صعيد التبادل التجاري، يوجد في مصر أكثر من ألف شركة كويتية، كما تتجاوز الاستثمارات الكويتية في مصر عشرين مليار دولار، وهو ما يعكس عمق التعاون الاقتصادي بين البلدين.
إن العلاقة بين مصر والكويت هي علاقة لا يمكن أن تنتهي، لأنها قائمة على الصدق، والإخاء، والمحبة، والعطاء المتبادل. فنحن أبناء ثقافة واحدة، ومنطقة واحدة، وقلب واحد، وقد اختلطت دماؤنا في معارك الشرف والكرامة، من أجل التحرير والأرض والعزة. ومن هنا، جاءت هذه الأخوّة المقدسة ووحدة المصير.
وفي الختام، لا يسعنا إلا أن نقول:
تحيا مصر، وتحيا الكويت، جنبًا إلى جنب، متحابين متعاونين دائمًا وأبدًا. عاشت مصر، وعاشت الكويت