وكيل المخابرات العامة: الغرب لا يتحمل رؤية مصر واقفة على قدميها

كشف اللواء محمد رشاد، وكيل جهاز المخابرات العامة الأسبق، عن أحد أخطر الدروس التي تلقاها في بداية مشواره داخل هيئة المعلومات والتقديرات بجهاز المخابرات العامة المصرية، قائلاً: “أول درس تلقيته من الوزير المرحوم أمين هويدي، رئيس جهاز المخابرات الأسبق، أن دول الشرق والغرب لا تتمنى أن ترى مصر واقفة على قدميها، بل في أحسن أحوالها، يريدونها راكعة على ركبتيها”.

وفي سياق حوار أجراه اللواء رشاد مع أحد الباحثين الأمريكيين المنتمين إلى مركز أبحاث مرتبط مباشرة بجهاز الاستخبارات المركزية الأمريكية “CIA”، والمعني برصد وتحليل الوضع المصري، أوضح رشاد، في تحليله العميق للرؤية الغربية تجاه الدولة المصرية، أن “مصر بالنسبة لهم مثل قالب الزبدة، يجب أن يبقى ساخناً من الداخل حتى لا يبرد ويتخذ شكلاً جديداً لا يمكن استيعابه ويصعب التعامل معه”.

وتعبير “قالب الزبدة” يعكس نظرة استخباراتية معقدة ترى في استقرار مصر خطراً على مصالح قوى دولية، إذ إن جمود هذا “القالب” يعني تشكّل هوية وطنية صلبة، وقوة داخلية متماسكة، واستقلالاً استراتيجياً غير مرن. من هنا، تسعى تلك القوى إلى إبقاء الداخل المصري في حالة غليان سياسي أو اجتماعي أو اقتصادي دائم، كي يسهل إعادة تشكيله وتوجيهه حسب مصالحها.

ويأتي هذا التصريح في وقت بالغ الحساسية، حيث تواجه المنطقة تحديات إقليمية متشابكة، وهناك محاولات من قوى خارجية لفرض رؤى معيّنة على القرار المصري المستقل. ويشير هذا التحذير إلى ضرورة الحفاظ على تماسك الجبهة الداخلية، وإدراك حجم التربّص الخارجي الذي يستهدف الهوية والدور المصري في الإقليم.

تصريحات اللواء محمد رشاد تكشف ما وراء الستار من تحليلات استخباراتية واستراتيجيات دولية معقّدة تُمارس ضد مصر منذ عقود، ما يجعل من الوعي الجمعي واليقظة الوطنية أدوات لا غنى عنها لمجابهة هذا النوع من الحروب غير التقليدية

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى