كتاب الموتى هو أقدم كتاب عرفه التاريخ وسمي بكتاب الموتى لأنه يتكون من عدد من التعويذات السحرية التي تهدف إلى مساعدة الميت في طريقة إلى الدار الأخرة، وكتبه عدد من الكهنة المصريين المؤمنين، ويحوي “كتاب الموتى- الخروج في النهار” عشرات البرديات التي تُصنَّف في باب الأدب الجنائزي.
تتكون النصوص في هذا الكتاب من صلوات وابتهالات ومدائح وتعاويذ مصرية سحرية مصحوبة برسومات، ووصلتنا نصوص الكتاب مدونة على الجلود والأكفان والتوابيت وحوائط المقابر والمعابد وأوراق البردي. أطلق على النصوص في البداية اسم “إنجيل المصريين، أما الاسم الشائع لها حاليًا فهو “كتاب الموتى” وهو من ابتكار لبسيوس، فيما سماه قدماء المصريين “برت أم هرو”؛ أي “الخروج في النهار”. وكتبت النصوص بالخط الهيروغليفي البسيط والهيراطيقي، أما لغة النص نحوياً فهي “المصري الوسيط”، ولكل فصل عنوان كتب بالمداد الأحمر.
وينوه علماء المصريات إلى أن كتاب الموتى يثبت توحيد المصري القديم وإيمانهم بإله واحد وأن الحضارة المصرية لم تكن وثنية أو تعددية التعبد رغم تعدد الآلهة وعددهم في الحضارة المصرية القديمة بين 2800 إلى 1250 إلهًا، أن المصريين القدماء كانوا يدركون أن هناك إلهًا واحدًا والحضارة كانت قائمة على مبدأ التوحيد.
أن كتاب الموتى أشهر كتاب توحيدي في الحضارة المصرية جاء فيه عبارات قطعية تدل على وحدانية الخالق مثل “أنت الأول وليس قبلك شيء وأنت الآخر ليس بعدك شئ”، وجملة آخر على لسان الإله الواحد تقول “خلقت كل شيء وحدي ولم يكن بجواري أحد”.