“لن تموت نقابة الصحفيين… الإخوان وخطة الانتقام من قلعة الحريات”
بقلم: صموئيل العشاي
منذ تأسيسها، ظلت نقابة الصحفيين المصرية صرحًا شامخًا، لا تهتز أمام العواصف، ولا تساوم على ثوابتها الوطنية والمهنية. واليوم، وفي ظل ما نشهده من محاولات مشبوهة ومخططات خفية تنسجها بعض العناصر الإخوانية والخلايا النائمة على مواقع التواصل الاجتماعي، تتأكد لنا الحقيقة: إن معركة الوعي لم تنتهِ بعد، وإن نقابة الصحفيين لا تزال هدفًا لجماعة لم تيأس من العودة إلى المشهد السياسي عبر النوافذ الخلفية.
لقد بات واضحًا أن هناك محاولات منظمة لتشويه صورة النقابة، والتشكيك في أبنائها، عبر حملات تشويش ممنهجة تقوم على ترويج الشائعات، وخلط الأوراق، واختلاق الصراعات الداخلية، وكأننا أمام نسخة جديدة من “خلتي فرنسا” تلك المشاهد العبقرية التي أدتها الفنانه عبله كامل بمشاركة الجميلة مني ذكي، ويدور الفيلم حول استخدام بلطجية لافساد الانتخابات.
لكن لماذا نقابة الصحفيين بالذات؟ لماذا تستهدف الجماعة هذا الكيان النقابي الأصيل؟
لأن التاريخ لا يُنسى. فالإخوان لا ينسون أن نقابة الصحفيين كانت في طليعة الصفوف التي رفضت حكمهم الكارثي في 2013، وأن الصحفيين المصريين ـ بكل انتماءاتهم وتوجهاتهم ـ كانوا في مقدمة من صاغوا وعي الشارع وأيقظوا الضمائر الغافية على وقع الأكاذيب والشعارات الخادعة.
الصحافة كانت سيف الشعب، والنقابة كانت درعه.ولذلك، فإن الجماعة ترى في النقابة “حجر عثرة” أمام عودتها، بل تراها عدوًا وجوديًا يجب تحطيمه، أو على الأقل، إفراغه من مضمونه الوطني والمستقل، لتتحول إلى منصة للابتزاز أو منصة لتزييف الحقائق… وهذا ما لن يحدث.
الإخوان اليوم يعودون بأسلوب الخفافيش.
يتحركون في الظلام، يختبئون خلف صفحات وهمية، ويزحفون نحو الانتخابات المهنية بأسماء مُقنعة ووعود براقة، بينما الهدف الحقيقي هو اختراق الجسم النقابي، وضرب وحدته من الداخل. لكننا نعرفهم. نعرف مرشحيهم. نعرف أدواتهم. ونعرف كيف نواجههم.
نقابة الصحفيين ليست مبنى من حجر، بل هي ضمير جمعي حي، يجري في عروق كل من حمل القلم دفاعًا عن الحقيقة، كل من دفع ثمنًا من حريته أو حياته من أجل أن تبقى الكلمة حرة نقية.
لن تنطلي علينا هذه الألعاب الصغيرة.ولن تُقسمنا محاولات التشويه والتخوين.لن تموت نقابة الصحفيين، لأنها ببساطة ليست مجرد كيان مهني… بل هي مؤسسة وطن، وقلعة وعي، ودرع مصر في وجه كل من يحاول هدم الدولة من الداخل أو الخارج.
فلتعلموا، أيها المتربصون في الظلام، أن أبناء النقابة قادرون على الدفاع عنها.
وأن كل محاولة للنيل منها، ستُقابل بجدار من الصلابة والإيمان.
عاشت نقابة الصحفيين.
عاش الصحفيون حراس الحقيقة في مصر.
ولن تنتصر عليكم الأكاذيب، فأنتم الطارئون… ونحن الأصل.