علق عضو مجلس النواب والقيادى بحزب التجمع عاطف مغاوري، على إعلان نائب وزير التربية والتعليم الروسي دينيس غريبوف، عن إطلاق مشروع “المعلم الروسي في الخارج” في عدة دول بينها مصر.
وقال النائب في تصريحات لـRT إن هذه المبادرة الروسية التي أعلن عنها وزير التربية والتعليم الروسي تأتي في أعقاب انعقاد القمة “الروسية الإفريقية”، والتي شهدت نجاحا منقطع النظير وخاصة في ظل الضغوط التي مارستها كلا من فرنسا والولايات المتحدة الأمريكية للتأثير على المشاركة الإفريقية من حيث العدد ومستوى التمثيل.
وأشار النائب المصري إلى أن المساهمات الروسية اتخذت أشكالا متعددة، خاصة المنح والمساعدات والتبادل الاقتصادي المعتمد على قاعدة (المقايضة) حتى لا يحمل الاقتصاديات الإفريقية تبعات التبادل النقدي، كما تنوعت المساعدات الروسية خلال حقبة الستينيات والسبعينيات وحتى بداية التسعينيات من القرن الماضى، لإعداد الكوادر العلمية والأجيال والكفاءات القادرة على تحمل مسؤوليات مرحلة البناء على أنقاض الفترة الاستعمارية التي استنزفت القارة ماديا وبشريا، ففتحت أبواب المعاهد والجامعات والمراكز العلمية لأبناء القارة الإفريقية للتعلم والدراسة والارتقاء العلمي بما يؤهلهم لتولي مهام العمل الوطني في بلدانهم الواعدة وفي مواجهة حالة الحصار والتضييق التي مارستها القوى الغربية وبعض العناصر والمجموعات المرتبطة والمنتفعة بها داخل الدول الأفريقية.
وتابع مغاوري: “تأتي أهمية المبادرة الروسية بإرسال معلمين إلى دول القارة الإفريقية وخاصة في مستويات التعليم ما قبل الجامعي والعمل على نشر الثقافة واللغة الروسية مما يساهم في الدعم والتواصل الثقافي بين روسيا والقارة الإفريقية، ويسهل التواصل العلمي والثقافي والخبرات، وخاصة في ظل تصاعد وتزايد المشاعر المناهضة للنفوذ الغربي وبالأخص الفرنسي التي تسعى إلى الاحتفاظ بنفوذها الاستعماري البغيض الذي ساهم في مسخ الهوية والثقافة الإفريقية وما تتصف به من تميز وطني”.
ونوه النائب البرلماني المصري: “لدينا تجربة متميزة في مصر بالتعاون المصري الروسي في المشروع النووي المصري بالضبعة، والجامعة الروسية وكافة المشروعات المشتركة في كافة المجالات والتي تأتي استكمالا وإحياء لمسيرة طويلة عريقة منذ الخمسينيات من القرن الماضي والتي شهدت تعاونا ودعما علميا واقتصاديا وثقافيا، وفي القلب منه الصناعات الثقيلة والسد العالي، ودعم إعادة بناء الجيش المصري في أعقاب هزيمة 1967 وماتلاها”.
وأشار البرلماني المصري إلى أن الثقافة واللغة جسور آمنة لمزيد من التعاون المشترك المتوازن المحقق لمصالح طرفي العلاقة، وأيضا اعتماد الروبل في التبادل الاقتصادي، خطوة موفقة لا تأتي من فراغ ولكن تأتى استكمالا وإحياءا للدور المحوري لروسيا الاتحادية وإيجاد البديل المتاح وبالشروط الوطنية المقبولة في مواجهة سعي القوى الغربية بدفع الدول الإفريقية لما يعرف بالطريق الوحيد الذى لا يوجد غيره وهو انتهاج واستمرار التبعية والعلاقات الاستعمارية والتي عانت منها كافة شعوب القارة على مدى قرون.
وأكد في النهاية أن المبادرة الروسية تأتي ضمن تعدد مراكز القرار الدولي وأشكال الدعم والمساندة والتعاون والانتفاع المشترك والتي تعبر عنها أيضا مبادرة الحزام والطريق الصينية والتقابل الحضاري والكل رابح، والمبادرة الروسية ستدفع القوى الغربية لتعديل خططها في القارة الإفريقية بما يحقق التنافس المشروع والأدوات والمجالات الاكثر نفعا وبعيدا عن تغذية وإدارة الصراعات الأفريقية/الأفريقية و بما يحقق مصالح شعوب القارة الأفريقية بعيدا عن الانفراد والافتراس الغربى للقارة الافريقية
حيث أصبح لدينا جمعيات وروابط لخريجى الجامعات الروسية تسعى لإحياء التعاون المشترك ورسالة روسيا الإنسانية التنموية للنهوض بدول العالم الثالث وفى القلب دول القارة الافريقية.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد أعلن خلال قمة “روسيا – إفريقيا” أن موسكو ستساعد في دعم الزملاء في إفريقيا ليس فقط فيما يتعلق بالتعليم العالي، ولكن كذلك في مؤسسات التعليم العام والثانوي وإعداد كوادر المعلمين. نتطلع إلى تدريس اللغة الروسية في بعض الدول.
وتابع بوتين: “يدرس أكثر من 10 آلاف طالب من إفريقيا في المعاهد الطبية الروسية، وتزداد برامج التبادل ما بين الشباب في روسيا وإفريقيا. أدعو الشباب من إفريقيا لزيارة سوتشي لمهرجان الشباب مارس المقبل التي يشارك فيها أكثر من 20 ألف شاب وفتاة من أكثر من 110 دولة”.
ونوه الرئيس الروسي: “ستساعد روسيا إفريقيا في تطوير التعليم الثانوي والعام، وتدريب المعلمين، وإمكانية افتتاح مدارس في إفريقيا لدراسة المواد باللغة الروسية، حيث أن دراسة اللغة الروسية وإدخال معايير التعليم الروسية في إفريقيا سيضعان الأساس لتعزيز المزيد من التعاون”.
المصدر: RT
القاهرة – ناصر حاتم