كشف اللواء محمد رشاد، وكيل جهاز المخابرات العامة السابق، عن انقسام داخلي واضح في إيران بين الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان والحرس الثوري الإيراني، بعد إطلاق الأخير عشرات الصواريخ على إسرائيل في قرار اتخذه بشكل منفرد. وذكر رشاد، الذي تولى مسؤولية الملف الإسرائيلي بجهاز المخابرات العامة المصرية منذ نكسة يونيو 1967 وحتى اتفاقية كامب ديفيد، أن هذا الانقسام يعكس تباينًا في الرؤية بين القيادة السياسية والحرس الثوري حول إدارة الصراع مع إسرائيل.
ووفقًا لرشاد، فإن الرئيس بزشكيان رفض خطوة إطلاق الصواريخ، مبررًا موقفه برغبته في عدم توسيع دائرة الصراع مع إسرائيل، وهو يرى أن التصعيد سيؤدي إلى نتائج عكسية قد تستفيد منها إسرائيل. فالرئيس الإيراني يدرك جيدًا، بحسب رشاد، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يسعى لاستدراج إيران إلى فخ التصعيد المستمر، من خلال الضرب ورد الضرب، مما سيزيد من التوترات ويعزز فرص اندلاع نزاع إقليمي واسع النطاق.
لكن من ناحية أخرى، يرى الحرس الثوري الإيراني نفسه باعتباره القوة الأساسية المسؤولة عن حماية الأمن القومي الإيراني وتأمين الحدود، ولذلك فهو يتبنى موقفًا أكثر تشددًا في التعامل مع إسرائيل. هذا الموقف انعكس في قراره بإطلاق الصواريخ، في إشارة إلى أنه يرفض أي محاولات لخفض مستوى التوتر أو تجنب المواجهة مع إسرائيل، وهو ما يتعارض مع رؤية الرئيس بزشكيان.
وأضاف رشاد أن هذا الخلاف الداخلي بين الرئيس والحرس الثوري تعمق مع زيادة الضغوط الخارجية على إيران، خصوصًا في ظل المفاوضات المستمرة مع الولايات المتحدة بشأن رفع العقوبات وإعادة النظر في الملف النووي. ويسعى الرئيس الإيراني لتحقيق مكاسب دبلوماسية من هذه المفاوضات، إلا أن تلك الجهود تصطدم بمواقف الحرس الثوري الذي يفضل الاعتماد على القوة العسكرية لضمان أمن البلاد وردع التهديدات الخارجية.
وأشار رشاد إلى أن الأسابيع الأخيرة شهدت مؤشرات واضحة على تفاقم هذا الخلاف الداخلي، حيث تجلى بوضوح في قرار الحرس الثوري بتوجيه الضربة الأخيرة لإسرائيل، ما يعكس انتصار وجهة نظره على رؤية الرئيس الذي كان يسعى لتجنب التصعيد. هذه الخطوة، وفقًا لرشاد، وضعت إيران في موقف صعب، إذ زادت من احتمالية توسيع نطاق الصراع في المنطقة، وهو السيناريو الذي طالما روج له رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو بهدف تعزيز موقفه السياسي والدولي في ظل تصاعد التوترات الإقليمية.