ليليلي ليليلي ليليلي .. ياااا ليل
أهم حاجة بتميز المجتمع المصري, إيه؟
- التجانس
- نعم؟ تجانس إيه بس يا عم الحج؟ دا مجتمع من كل لون يا بطسطا!
اللي بيعتبرو نفسهم عرب فـ جمب, والنوبيين فـ جمب, والعبابدة فـ جمب, والبدو فـ جمب والفلاحين فـ جمب, والشراقوة فـ جمب والدمايطة فـ جمب, السمر فـ جمب والبيض فـ جمب, الطخان فـ جمب والمسلوعين فـ جمب, بتوع الجامعة فـ جمب والدبالين فـ جمب, السنية فـ جمب والصوفية فـ جمب, النصرانيين فـ جمب والمسلمين فـ جمب .. لخ, … وكله بيتريأ علا كله!
اللي يقولك إحنا أتراك, عشان تيتة كانت من حريم أفندينا, والتاني فاكر جده جه مع عمرو ابن العاص والليل دخل عليهم فمعرفش يرجع لمكان القبيلة .. أوهام عرقية وجنسية ونفسية .. فين بقا التجانس؟
عشان نعرف فيه تجانس ولا لأ, نشوف التجانس ده عبارة عن إيه؟
التجانس فكرة!
فكرة المصري عن الموت والدفنة والعزا والخمسان والأربعين وطلعة البلد صباحية العيد للجبانة!
فكرة المصري عن الفرح والزغاريت والحنة وكحك الصباحية والنقوط والواجب والصواني واستقبال الضيوف نيابة عن صاحب الفرح!
العيش وطبق الفول وطبق البامية وطبق الملوخية وطبق البصارة وطبق المهلبية والرز بلبن وصينية الكنافة والبسبوسة .. لخ
فكرة المصري عن الحلو والوحش, الصح والغلط, الكويس والعيب!
دأأ ومأأ كده, شوف فكرة المصريين عن كل حاجة, هتلاقيهم شبه بعض, مش نسخة واحدة طبعن, إنما أقرب حاجة! - هوه ده التجانس!
إقرو تاني إدوارد لين فـ كتابه عن المصريين المحدثين وتقاليدهم, اسطمبات الكلام وعبارات العتاب والحرص والطبطبة والدعا والشتيمة, كلها حاجة واحدة, نسخة واحدة بالكربون, فـ الفيوم وفـ اسكندرية وأسيوط والزجازيج, أمثالهم واحدة, أفراحهم واحدة, أحزانهم واحدة!
…..
اللي عاوز أقوله هنا, متقلقوش يا مصريين, طول ما كنز التجانس الإجتماعي ده موجود انتو فـ خير ومستورين, عدوين الهوية المصرية عارفين ده كويس وطول عمرهم بيحاولو يضربو التجانس الإجتماعي وبيفشلو, فاكرين هجمة المتعصبين أما غيرو السبوع وخلوه عقيقة, وأما صباح الخير ومساء الخير وآلوه بقت السلامو عليكم, مكنش زيادة فـ التدين ولا حاجة, دي كانت أهداف مدروسة لضرب التجانس الإجتماعي!
…….
كلمة “ليليلي” اللي بتبدأ بيها الأغاني والمواويل, جاية من أقدم مراحل كتابة اللغة المصرية, بمعنا الفرح, تمهيد وتبشير بالسعادة بينقلها المطربين, استفتاح يعني!
كلمة “ليليلي” ملهاش علاقة بالليل, بس القافية بتحكم, والمغنواتية بقو ينوعو, ويتنقلو بين تلييلة الفرحة والسعادة, والليل أبو السهر والغناوي!
ليليلي ليليلي ليليلي, بنبدأ بيها تمني الفرح والسعادة, فـ أغانينا, وكمان علمناها للعالم يغنيها .. يعني الخير بيعم, والتجانس بين المصريين فاض بالخير ع الكل!
………
دراساتالهويةالمصرية
……..
الأربع 2 مسرا, 6264 مصري
موافق 9 أغسطس, 2023 ميلادي